سيدي بيبي: الدرك الملكي يفكك شبكة خطيرة تستغل قاصرات لاستدراج الرجال وسلبهم تحت التهديد

في ضربة أمنية موجعة للجريمة المنظمة بإقليم شتوكة آيت باها، نجحت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي لسيدي بيبي في وضع حد نهائي لنشاط شبكة إجرامية خطيرة، كانت تعتمد أسلوباً ماكراً للإيقاع بضحاياها، تمثل في استغلال فتيات قاصرات “كطعم” لاستدراج الرجال وسلب ممتلكاتهم تحت وطأة التهديد والعنف.

وكشفت مصادر مطلعة على سير الملف، أن هذه العملية النوعية جاءت تتويجاً لأبحاث دقيقة باشرتها مصالح الدرك بعد توصلها بسلسلة من الشكايات المتطابقة من مواطنين سقطوا في فخ هذه العصابة. وقد مكنت التحريات المعمقة والتحرك الميداني السريع من تحديد هويات أفراد الشبكة المكونة من ستة أشخاص (ثلاث فتيات قاصرات وثلاثة شبان)، وتوقيفهم جميعاً في وقت قياسي.

وبحسب المعطيات المتوفرة، فقد كانت الشبكة تعتمد خطة “شيطانية” محكمة الأدوار. حيث تتلخص مهمة الفتيات القاصرات في ربط التواصل مع المستهدفين عبر وسائل مختلفة، واستدراجهم لتحديد مواعيد وأماكن للقاء، غالباً ما تكون في مناطق منزوية. وفي اللحظة الحاسمة التي يطمئن فيها الضحية، يداهم أفراد العصابة الذكور الموقع بشكل مباغت، ويقومون بمحاصرة الضحية وتهديده باستعمال العنف، قبل لسلبه كل ما بحوزته من هواتف نقالة، مبالغ مالية، ومقتنيات شخصية ثمينة.

ولم يكتفِ الجناة بهذا الأسلوب الإجرامي، بل لجؤوا إلى حيلة إضافية لضمان عدم انكشاف أمر الفتيات وإبعاد الشبهة عنهن. إذ كانوا يعمدون، خلال عملية السطو، إلى تمثيل مسرحية “سرقة وهمية” في حق شريكاتهم القاصرات أمام ناظري الضحية، في محاولة لإيهامه بأن الاعتداء عشوائي وأن الفتيات هن مجرد ضحايا مثله تماماً. وبعد انصراف الضحية وانتهاء “المسرحية”، تتم إعادة المسروقات “الوهمية” للفتيات، ويجتمع أفراد الشبكة لتقاسم الغنيمة الحقيقية التي تم سلبها من المستهدف.

وقد خلفت هذه العملية الأمنية الناجحة ارتياحاً واسعاً في صفوف الساكنة المحلية بسيدي بيبي والمناطق المجاورة، التي عاشت مؤخراً حالة من القلق بسبب تواتر أنباء عمليات الاستدراج والاعتداء بهذا الأسلوب الخطير.

هذا، وقد تم وضع الموقوفين الراشدين تحت تدابير الحراسة النظرية، فيما تم الاحتفاظ بالفتيات القاصرات تحت المراقبة، وذلك رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ملابسات هذه القضية وتقديم المتورطين للعدالة.

A.Bout

الأخبار ذات الصلة

1 من 105

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *