لم يكن صيف شاطئ سيدي وساي لهذا العام مجرد موسم اصطياف عادي، بل كان نموذجًا يحتذى به في التنسيق الأمني المحكم الذي ساهم في توفير تجربة سياحية فريدة للمصطافين. فبفضل الدور الحيوي واليقظ لعناصر الدرك الملكي، تحول الشاطئ إلى ملاذ آمن وهادئ للعائلات والشباب، الذين توافدوا بأعداد غفيرة من مختلف جهات المملكة.
منذ بداية الموسم، كان الحضور الأمني لافتاً وملموساً. تحت إشراف مباشر من قائد سرية الدرك الملكي باشتوكة آيت باها وبتوجيه من قائد مركز القرب بسيدي وساي، وُضعت خطة أمنية استباقية ومحكمة. شملت هذه الخطة تسيير دوريات راجلة وراكبة على مدار الساعة، وتعزيز المراقبة عند مداخل الشاطئ ومحيطه، وهو ما خلق إحساساً بالأمان والطمأنينة لدى الجميع.
وقد أثمرت هذه الجهود نتائج مبهرة، حيث لم تُسجل أي حالة سرقة خلال الموسم الصيفي، وهو إنجاز عظيم حظي بإشادة واسعة من قبل المصطافين والتجار المحليين على حد سواء. هذه النتيجة لم تكن لتتحقق لولا يقظة العناصر الأمنية وتفانيهم في أداء واجبهم، ما يؤكد أن الاستقرار الأمني هو حجر الزاوية لأي نشاط سياحي ناجح.
تنظيم وتأمين على مدار الساعة
لم يقتصر دور الدرك الملكي على مكافحة الجريمة فقط، بل امتد ليشمل تنظيم الفضاء العام، بما في ذلك فضاء التخييم الذي شهد هذا العام تنظيماً متميزاً. فإلى جانب توفير الأمن، ساهمت العناصر الأمنية في تنظيم أماكن ركن السيارات والدراجات، وتوفير الخدمات الأساسية، ما أضاف لمسة من الراحة والمتعة على تجربة التخييم. كما أن حملات النظافة والتوعية البيئية، التي تمت بالتنسيق مع الجهات المعنية، عكست وعياً بأهمية الحفاظ على البيئة الساحلية، وجعلت من سيدي وساي وجهة مثالية تجمع بين جمال الطبيعة وسلامة الزوار.
ورغم محاولات بعض مثيري الفوضى التشويش على سير الموسم، إلا أن اليقظة والجاهزية العالية لعناصر الدرك الملكي، بالإضافة إلى تعاون المواطنين، كانت كفيلة بإفشال كل هذه المحاولات. وهذا يؤكد أن الأمن مسؤولية مشتركة، وأن وعي المواطنين بأهمية التعاون مع السلطات الأمنية يلعب دوراً محورياً في تحقيق السلامة العامة.
يبرز موسم الاصطياف في شاطئ سيدي وساي لهذا العام كشهادة حية على الأهمية القصوى للدور الذي تلعبه مؤسسة الدرك الملكي في ضمان الأمن والاستقرار. وبفضل انضباطهم وتفانيهم، أصبح الشاطئ وجهة مفضلة للمواطنين، يجدون فيها السكينة والأمان، ليبقى موسم سيدي وساي نموذجاً فريداً يزاوج بين روعة الطبيعة وكفاءة التأمين الأمني.
A.Boutb