في خروج إعلامي مثير للجدل، نشر النائب الأول لرئيس جماعة آيت عميرة وعضو المجلس الإقليمي لحسن أقديم، المعروف بلقبه “لوفيس”، مقطع فيديو عبر مواقع التواصل، وجّهه إلى ساكنة إقليم اشتوكة آيت باها، خصوصًا بجماعتي آيت عميرة وسيدي بيبي، كشف فيه عن ما اعتبرها حملة ممنهجة لإبعاده عن المشهد السياسي بالإقليم.
مناضل يتهم حزبه بالتخلي عنه
أقديم، الذي عرّف نفسه كمناضل في صفوف حزب التجمع الوطني للأحرار ، قال إنه كان من أوائل من أدخلوا الحزب إلى تراب جماعة آيت عميرة، في وقت “لم يكن أحد يعرفه”، حسب تعبيره. وعبّر عن استغرابه من تحوّل الحزب ضده، ورفع دعوى قضائية لعزله، بسبب رفضه أن يكون أداة في يد من وصفهم بـ”الفاسدين” داخل الحزب محلياً.
تهم بالإقصاء ومحاولات لتهميش آيت عميرة
وفي تصريحاته، اتهم “لوفيس” المجلس الإقليمي الذي يترأسه حزب التجمع الوطني للأحرار بإقصاء جماعة آيت عميرة من أبسط حقوقها التنموية، من بينها مشاريع اتفاقيات لإنشاء ملاعب ونقل مدرسي وغيرها من الخدمات الاجتماعية. وأضاف: “أكثر من سنتين ونصف وأنا أواجه بقوة، وعندما لم تنفع الطرق الأخرى قرروا رفع دعوى قضائية ضدي”، مؤكداً ثقته في نزاهة القضاء.
تصريحات نارية تطال جماعات أخرى
وفي جزء وصف بـ”الخطير”، أشار لحسن أقديم إلى ما اعتبره “نهباً لأكثر من 160 مليون سنتيم من جماعة سيدي بيبي”، كمستحقات ضريبية على الأراضي، يُفترض أن تؤدى للجماعة من طرف أحد أعيان المنطقة. وأضاف أن من يجب أن يُحاسَب هم من “استولوا على أراضٍ بأثمنة بخسة وتحكموا في الإقليم لسنوات”، وليس هو الذي دافع عن مصالح الساكنة، حسب تعبيره.
“صوت المواطن هو الفيصل”
في ختام كلمته، شدد “لوفيس” على أن الناخبين هم من منحوه الشرعية وليس الحزب، مضيفًا: “حتى إن تم عزلي، سأعود في الانتخابات المقبلة بحزب جديد يدعم الكفاءات، لأدافع من جديد عن المواطنين”. وأشار إلى أن معركته لم تكن يوما من أجل منصب، بل من أجل خدمة الساكنة ورفع التهميش عن جماعته.
السؤال المفتوح: هل يدفع الكفاح ثمنه؟
بين اتهامات الفساد، وصراع المصالح، ومواقف جريئة ضد ما وصفه بـ”لوبيات التحكم”، تظل قضية لحسن أقديم مفتوحة على جميع الاحتمالات، ويبقى الفيصل فيها هو المواطن، الذي إن كان فعلاً شاهدًا على مواقف رجل سياسي نزيه يدافع عن التنمية، فربما يكون عزل “لوفيس” لحظة عبور إلى مرحلة جديدة من النضال. أما إن كانت تصريحاته مجرّد محاولة للبقاء في الواجهة، فسيدفع ثمنها باهظًا، كما دفعه كثيرون قبله في “مزبلة التاريخ السياسي”.