من آيت باها إلى كل الأقاليم: حملة وطنية لإغلاق المطارح العشوائية

أعلن عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، عن خطة طموحة تهدف إلى إغلاق جميع المطارح العشوائية في المغرب بحلول عام 2034. هذا الإعلان يأتي في إطار برنامج وطني جديد يرمي إلى تثمين النفايات المنزلية، والانتقال من المقاربة التقليدية المرتكزة على الجمع والطمر، إلى نهج حديث يشدد على التقليص من النفايات عند المصدر وتعزيز إعادة التدوير.

يُعد هذا البرنامج، الذي يحمل اسم البرنامج الوطني لتثمين النفايات للفترة 2023-2034، استثمارًا ضخمًا بتكلفة إجمالية تبلغ 21.14 مليار درهم. هذه المبادرة تجسد التزام الحكومة المغربية بتطوير حلول مستدامة لإدارة النفايات، بما يتماشى مع التحديات البيئية الراهنة والتطلعات المستقبلية للمملكة.

وأوضح لفتيت، في جوابه على سؤال كتابي للفريق الحركي بمجلس النواب حول تدوير النفايات، أن هذا البرنامج يأتي لتجسيد مضامين الاتفاقية الإطار التي جرى توقيعها في 20 ديسمبر 2021. هذه الاتفاقية جمعت بين القطاعات الوزارية المعنية وجمعية مهنيي الإسمنت، بهدف رئيسي هو تثمين النفايات المنزلية وتطوير مسارات الفرز، مما يعكس الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تحقيق الأهداف البيئية.

تحدي مطارح الأقاليم: مطرح آيت باها نموذجاً
لإنجاح هذا الورش الطموح، تساهم وزارة الداخلية بتمويل سنوي يقارب 450 مليون درهم. ولا يقتصر الدعم على ذلك، بل توفر الدولة دعماً إضافياً عبر “صندوق التطهير السائل والصلب وتصفية المياه العادمة وإعادة استعمالها”، الذي يضخ سنوياً حوالي 400 مليون درهم. بالإضافة إلى الدعم المالي، تقدم الوزارة دعماً تقنياً للجماعات الترابية لمساعدتها على إنجاز مشاريع التحسيس والتكوين، وتطوير آليات التتبع والمراقبة، مما يعزز القدرات المحلية في إدارة النفايات.

من بين المطارح التي يشملها هذا البرنامج الطموح، تبرز مطارح أقاليم مثل مطرح آيت باها. فإغلاق مثل هذه المطارح العشوائية، التي لطالما شكلت بؤراً للتلوث البيئي وتأثيرت سلباً على جودة حياة الساكنة المحلية، يعد أولوية قصوى ضمن هذه الاستراتيجية الوطنية. الجهود المبذولة في آيت باها ومثيلاتها من المناطق ستكون حاسمة في تحقيق الهدف الشامل للقضاء على المطارح العشوائية وتعزيز بيئة نظيفة وصحية.

تُعد هذه الخطة خطوة نوعية نحو تعزيز الاقتصاد الدائري في المغرب وتحقيق بيئة أنظف وأكثر صحة للمواطنين. فمن خلال إغلاق المطارح العشوائية وتبني تقنيات متطورة لتثمين النفايات، يسعى المغرب إلى بناء مستقبل بيئي مستدام يضمن الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

A.Boutbaoucht

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬347

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *