يُعد شاطئ سيدي وساي من أجمل المواقع الساحلية بإقليم شتوكة آيت باها، حيث يجمع بين جمال طبيعي ساحر وهدوء يجذب الزوار الباحثين عن الراحة والسكينة. غير أن هذا الكنز البيئي يواجه تحديات متزايدة تهدد جماليته وتؤثر على تجربة الزوار، في ظل غياب البنية التحتية المناسبة، وانتشار النفايات، وفوضى استغلال الملك العام.
شباب سيدي وساي… حماة الشاطئ في زمن الإهمال
ورغم هذه الإكراهات، فإن شباب دوار سيدي وساي يقدمون نموذجاً ملهمًا في الغيرة على منطقتهم وحماية بيئتهم، حيث نظموا الشهر الماضي، حملة نظافة واسعة همّت الشاطئ، بتأطير من جمعية شباب سيدي وساي للرياضة والثقافة والبيئة.
بعزيمة وإصرار، جاب المتطوعون رمال الشاطئ لجمع النفايات والمخلفات التي تراكمت في ظل غياب منتظم لمصالح النظافة. هذه المبادرة، التي جاءت في وقت حرج قبيل موسم الاصطياف، تعبّر عن وعي بيئي متقدم ورغبة صادقة في استعادة جمالية الشاطئ وتحفيز زواره على احترام نظافته.
تحديات تؤرق محيط الشاطئ
ورغم جهود الشباب، لا تزال هناك عدة معيقات تعرقل الارتقاء بسيدي وساي إلى مستوى شاطئ سياحي متكامل:
رداءة البنية التحتية، خاصة الطرق المؤدية إلى الشاطئ، والتي تعاني من الضيق وغياب الحواجز الوقائية، مما يتسبب في حوادث متكررة.
ضعف خدمات النظافة، حيث لا وجود لبرنامج دائم لجمع النفايات، ما يدفع الشباب لتحمل هذه المهمة بشكل تطوعي.
انتشار الأنشطة التجارية العشوائية، مثل المطاعم غير المرخصة التي تؤثر سلباً على الإقامات السياحية القريبة.
فوضى المرور ومشاكل الركن، نتيجة غياب تنظيم محكم للفضاءات العامة واستغلال بعض الممرات بشكل غير قانوني.
نداء إلى السلطات: الاستثمار في شباب يحملون الأمل
إن مبادرة شباب سيدي وساي يجب أن تكون جرس إنذار ورسالة أمل في آنٍ واحد. رسالة إلى السلطات الإقليمية، وعلى رأسها السيد عامل إقليم شتوكة آيت باها، من أجل الالتفات إلى هذا الشاطئ الذي يتمتع بمؤهلات طبيعية مهمة، ويستحق رعاية أفضل.
كما أنها دعوة إلى الاعتراف بجهود الشباب ودعمهم من خلال توفير الإمكانات اللوجستية والبرامج التأطيرية، والعمل على تأهيل الشاطئ ضمن رؤية تنموية تجعل من النظافة والبيئة أولوية.
بيئة نظيفة… مسؤولية جماعية
يظل شباب سيدي وساي مثالاً يُحتذى به في حب الأرض والانتماء الحقيقي. ومهما كانت التحديات، فإن روح التطوع والمواطنة لا تزال تنبض في هذه المنطقة. غير أن هذه الجهود لن تكون كافية دون تدخل مؤسساتي قوي يواكبها ويحوّلها إلى مشاريع دائمة، تضمن شاطئاً نظيفاً، منظماً، ومرحّباً بجميع الزوار.
سيدي وساي لا يحتاج فقط إلى نظرة إعجاب، بل إلى خطة إنقاذ بيئية وتنموية عادلة.
A.Boutbaoucht