في إطار جولته التفقدية لعدد من الجماعات بإقليم اشتوكة آيت باها، أثار عامل الإقليم، السيد محمد سالم الصبتي، قضية غياب مؤسسات التعليم الأولي ببعض الدواوير، معبّراً عن استغرابه الشديد من استمرار هذا الوضع في مناطق متعددة من الإقليم.
وأكد السيد العامل خلال لقاءاته الميدانية أن “الأماكن التي يوجد فيها أطفال صغار يجب أن تتوفر على فضاءات للتعلم قبل سن السادسة”، مشدداً على أن التعليم الأولي يمثل ركيزة أساسية لأي مسار تعليمي ناجح، ولا يمكن تجاهله في مسار التنمية التربوية بالمناطق القروية والجبلية.
وقال الصبتي: “المغاربة كلهم سواسية. لا يمكن أن نتصور أن الطفل الذي يعيش في المدينة يبدأ تعليمه في سن ثلاث سنوات، في حين أن نظيره في القرية يضطر للانتظار حتى يبلغ السادسة، هذا أمر غير مقبول”، مضيفاً أن العدالة المجالية في التعليم تفرض توفير نفس الحظوظ والفرص لجميع الأطفال، سواء كانوا في الحواضر أو في البوادي.
ودعا عامل الإقليم رجال السلطة المحلية إلى التنسيق العاجل مع رؤساء الجماعات الترابية من أجل إجراء جرد شامل لكل الدواوير التي تضم أطفالاً صغاراً، والاشتغال فوراً على إحداث أقسام التعليم الأولي داخلها أو تجميع الأطفال من دوارين أو أكثر في مراكز مشتركة، بما يضمن الانطلاقة المبكرة لتعليمهم.
وتوقف العامل طويلاً عند هذا الإشكال، معتبراً أن استمرار غياب التعليم الأولي في بعض الجماعات القروية “غير مبرر وغير مقبول”، خصوصاً وأن الدولة جعلت من تعميم هذا النمط من التعليم ورشاً وطنياً استراتيجياً يندرج ضمن الإصلاح الشامل للمنظومة التربوية.
وفي ختام كلمته، شدد الصبتي على أن الرهان على العدالة التربوية يبدأ من التعليم الأولي، باعتباره حجر الأساس في تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن، داعياً جميع المتدخلين إلى الانخراط العملي والفعّال في توفير هذا الحق الأساسي لجميع أطفال إقليم اشتوكة آيت باها، دون استثناء.
Abdallah Boutbaoucht