بعد ثماني سنوات اتسمت بالركود وطغيان لغة الشكر والمجاملات على العمل الميداني الملموس، بدأت مؤشرات تحول إيجابي تلوح في الأفق بإقليم اشتوكة آيت باها. يأتي هذا التحول مع تعيين العامل الجديد، الذي لم يمض على تنصيبه سوى أربعة أيام، والذي حمل معه رؤية واضحة وإرادة قوية للنهوض بالتنمية المحلية واستعادة هيبة الإدارة وفاعليتها.
في أول اجتماع له مع أعضاء المجلس الإقليمي، وجه العامل الجديد خطابًا مباشرًا وشفافًا، أعلن فيه عن منهجية عمله، مؤسسًا لمرحلة جديدة عنوانها العمل الجاد والانضباط. قالها بصراحة:
“لقد خيّرتكم، فاختاروا… إن أردتم الاشتغال فأنا معكم، وإن لم ترغبوا، فسأشتغل أنا وفريقي وحدنا.”
كانت هذه رسالة قوية، تحمل في طياتها إعلانًا واضحًا بأن زمن التراخي والمجاملة قد ولّى، وأن المرحلة تقتضي الالتزام والعمل بروح جماعية، بعيدًا عن الحسابات الضيقة والمصالح الفردية. وأضاف مؤكدًا:
“مستوى الاحترام بينكم هو الذي سيحدد حضوري معكم في كل شيء، فإن وُجد الاحترام والتقدير المتبادل، فأنا معكم، وإن غاب، فلن أكون جزءًا من عبثٍ أو صراعات هامشية لا تخدم المواطن.”
وفي ختام كلمته، وجه العامل سؤالًا جوهريًا لأعضاء المجلس:
“أي اشتوكة تريدون؟”
يعكس هذا السؤال حرصه على إشراك الفاعلين المحليين في بلورة تصور تنموي حقيقي، وتأسيس خارطة طريق جديدة تخرج الإقليم من دائرة الانتظارية إلى فضاء المبادرة والنجاعة.
دينامية ميدانية واعدة بدأت تتحقق
وفقًا لمصدر مسؤول من داخل العمالة، فإن العامل الجديد لا ينوي الاكتفاء بالاجتماعات الرسمية أو الخطابات العامة، بل شرع فعليًا في برمجة لقاءات ميدانية مع رؤساء الجماعات، والمنتخبين، وفعاليات المجتمع المدني، والهيئات الحقوقية، والجسم الصحافي بالإقليم. تعكس هذه المبادرة رغبة واضحة في الإنصات للمواطنين عن قرب، والاشتغال معهم، لا فوقهم، في إطار مقاربة تشاركية تعيد الثقة بين الإدارة والساكنة، وتكرّس ثقافة القرب والشفافية.
وقد استقبلت العديد من الفعاليات المدنية والجمعوية رسائل العامل الجديد بارتياح كبير، معربين عن أملهم في أن تشكل هذه الدينامية بداية حقيقية لعهد جديد من التعاون الفعال والإصلاح الملموس، يخدم مصالح الساكنة ويحقق تطلعاتها التنموية.
من الكلمات التي لقيت صدى إيجابيًا كبيرًا لدى الجميع، مقولة المسؤول الأول عن الإقليم لمنتخبي المجلس الإقليمي: “أنا اليوم ابن اشتوكة آيت باها”. هذه العبارة تعكس حجم الالتزام الشخصي والرغبة في الانصهار الكامل في هموم وتطلعات الإقليم.
عهد جديد… وصفحة جديدة
إن إشارات العامل الجديد تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنه جاء ليشتغل، لا ليكتفي بالتدبير الإداري البارد. لقد جاء بعقلية الإصلاح والمحاسبة، وبطموح فتح صفحة جديدة قوامها الجدية والمسؤولية.
ويبقى السؤال الآن مطروحًا أمام جميع الفاعلين المحليين: هل سيلتحقون بهذه الدينامية؟ وهل سيسهمون في رسم معالم اشتوكة جديدة، تستحق مستقبلًا أفضل؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.
A.Boutbaoucht