في أجواء احتفالية بهيجة، وبمناسبة الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أرسى دعائمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، نظّمت جماعة أيت ملول أمس السبت 17 ماي 2025 حفلاً فنياً وتكريمياً بارزاً.بحضور السيد هشام القيسوني، رئيس المجلس الجماعي لأيت ملول، والسادة أعضاء المجلس الجماعي: فاطمة بوحويلي، فوزية كعبور، ويوسف بورحيم، بالإضافة إلى ممثل مندوبية التعاون الوطني بإنزكان أيت ملول، ورؤساء الجمعيات الشريكة في تسيير مراكز التربية والتكوين، وفعاليات المجتمع المدني، والأهم من ذلك، المستفيدات من مراكز التربية والتكوين بأيت ملول.
انطلقت فعاليات الحفل، الذي أدارته ببراعة المنشطة زهرة تمكروت، في تمام الساعة الخامسة والنصف مساءً باستقبال الضيوف الكرام. وتوالت الفقرات الغنية والمتنوعة التي مزجت بين عوالم الفن والتكريم والاعتراف بالجهود القيمة المبذولة في سبيل تنمية الطفولة والمرأة.
استُهلت الأمسية بتلاوة عطرة لآيات بينات من الذكر الحكيم، ألقاها الفائز بجائزة جماعة أيت ملول لتجويد القرآن الكريم لسنة 2025، أعقبها عزف مؤثر للنشيد الوطني المغربي. ثم ألقى كل من السيد رئيس المجلس الجماعي لأيت ملول والسيد ممثل مندوبية التعاون الوطني بإنزكان أيت ملول كلمات افتتاحية قيّمة.
وقد عبّر السيد رئيس المجلس الجماعي في كلمته عن عميق اعتزازه بالإنجازات التي تحققت في إطار الورش الوطني الطموح للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ انطلاقتها الميمونة عام 2005. وأكد أن هذه المبادرة الملكية السامية تمثل تجربة وطنية رائدة ومبتكرة، تركت بصمات واضحة وملموسة على تحسين ظروف عيش الساكنة المستهدفة، وتشكل نموذجاً يُحتذى به على الصعيدين الوطني والدولي. كما أشار إلى أن هذه الذكرى تمثل محطة هامة لإعادة توجيه البرامج نحو تعزيز الرأسمال البشري، والاهتمام بالأجيال الصاعدة، ودعم الفئات الهشة، من خلال تبني مقاربة متجددة تركز على المبادرات المدرة للدخل والمحدثة لفرص العمل.
وفي سياق التزام جماعة أيت ملول الراسخ بمواصلة جهودها الرامية إلى تأهيل مراكز التربية والتكوين على صعيد الجماعة، أعلن رئيس المجلس بكل فخر عن إطلاق مبادرة “تّاوّوري” (ⵜⴰⵡⵓⵔⵉ)، وهي مبادرة طموحة تهدف إلى التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء والشباب، وذلك من خلال دعم التكوين وتشجيع الاندماج المهني.
وتأتي هذه المبادرة النوعية في إطار تعاون مثمر وبناء بين جماعة أيت ملول، وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومؤسسة التعاون الوطني، بالإضافة إلى الجمعيات النشطة والفاعلة في مجال التكوين والتنمية المجتمعية. وتُعد هذه الخطوة إضافة نوعية في مسار توسيع قاعدة المستفيدين من مراكز التربية والتكوين ودور الأحياء بجماعة أيت ملول.
كما تضمن برنامج الحفل عرض شريط مصور مؤثر، وثّق الإنجازات الملموسة التي تحققت في فضاءات المرأة والطفل بأيت ملول. وتلاه تكريم مستحق للجمعيات المشرفة على الورشات التكوينية، ثم استمتع الحضور بفقرة موسيقية راقية قدمتها باحترافية مجموعة “أجيال سوس”.
وتميزت الأمسية أيضاً بتكريم ثلة من المتفوقات والمتفوقين في مختلف الشعب التكوينية، تشجيعاً لهم على مواصلة مسيرتهم نحو التميز. كما قُدمت لوحة فنية تشكيلية معبرة، تجسّد روح المناسبة، أبدعها الفنان التشكيلي الموهوب يونس الدريوش. واختُتم الحفل بفقرات موسيقية احتفالية تفاعل معها الجمهور بحماس وسرور كبيرين.
ويُعد هذا الحفل مناسبة سانحة للتعبير عن التقدير الجماعي العميق للجهود المضنية التي تبذل لتنشيط مراكز التربية والتكوين بجماعة أيت ملول، وذلك في إطار شراكة مثمرة مع مختلف المتدخلين، وعلى رأسهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتعاون الوطني، والجمعيات الشريكة، والمؤطرات والمستفيدات. كما يمثل هذا الحدث تأكيداً قوياً على الأهمية القصوى للشراكة الفعالة بين مختلف الفاعلين المحليين في سبيل تنزيل مشاريع التنمية البشرية وتعزيز استدامتها لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لمنطقة أيت ملول.