في أجواء سينمائية بهيجة، أسدل الستار أمس الأربعاء الماضي، السابع من ماي، على فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان سوس الدولي للفيلم القصير. وعلى أرض المركب الثقافي بمدينة أيت ملول المغربية، احتفت جمعية محترف كوميديا للإبداع السينمائي، المنظمة لهذا الحدث بشراكة مع المجلس الجماعي للمدينة، بتكريم نخبة من صناع الأفلام القصيرة من مختلف أنحاء العالم.
أربعة أيام حافلة بالصور والأصوات والقصص، توجت بمنح الجائزة الكبرى للفيلم الروائي القصير للعمل السينمائي العراقي “إسكافي الجنة” للمخرج المبدع حيدر حسين طالب. يحكي الفيلم ببراعة عن حذاء جندي قديم يعود للحياة من جديد في ورشة إصلاح، ليصبح رمزاً عميقاً لمعاناة المواطن العراقي عبر سنوات طويلة. وقد حظي هذا العمل بتقدير لجنة التحكيم الثلاثية المرموقة، التي ترأسها الناقد السينمائي القدير خليل الدمون، ورافقه فيها المخرج العراقي المتميز لوزاد الشيخاني، ونظيره الألماني صاحب الرؤية بيتر شيلمان.
وفي سياق متصل بالإبداع في فن السيناريو، ذهبت “جائزة عبد القادر عبابو” المرموقة لفيلم “إيجابي” للمخرج السوري رامي نضال، بينما استحق فيلم “الفنان” للمخرج المغربي الموهوب رشيد أعنطري جائزة التحكيم الخاصة، تقديراً لتميزه الفني.
أما في فئة الفيلم الوثائقي القصير، فقد شهدت منافسة قوية بين ثمانية أفلام وثائقية آسرة. وبعد مداولات مستفيضة، أعلنت لجنة التحكيم، التي ترأسها الأكاديمي المتنور محمد العناز، وضم في عضويتها الفنانة القديرة خديجة عدلي والسينمائية الإيطالية ذات الحس المرهف باولا تاليفي، عن فوز فيلم “سماحة” للمخرجة المصرية المبدعة كريستينا نبيه بياض بالجائزة الكبرى “حسن بديدة” لأفضل فيلم وثائقي. كما نال فيلم “الجانب الآخر للجمال” للمخرج المغربي السوداني سامي سيف تنويهاً خاصاً، تقديراً لجمالياته البصرية وسرديته المؤثرة. وفي لفتة تكريمية للإبداع البصري، حصد الفيلم الوثائقي “أمروي” للمخرج المغربي يوسف بوسمو جائزة أيت ملول للتصوير السينمائي، بينما تألق فيلم “صوت الضوء” للمخرج قاسم الاسطنبول ليقتنص جائزة أفضل إخراج سينمائي.
الجدير بالذكر أن الدورة السابعة عشرة من هذا المهرجان السينمائي العريق اختارت أن تركز على محور “السينما وقضايا الأسرة”، وهو موضوع حيوي وملح. وقد شهدت هذه الدورة مشاركة واسعة من 16 دولة عربية وأوروبية، من بينها المغرب وتونس ومصر وفلسطين والأردن وسوريا والسعودية ولبنان والسودان وسلطنة عمان والعراق وفرنسا والسويد وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا. وقد تنافس على جوائز المهرجان 21 فيلماً ضمن المسابقة الرسمية، مما يعكس التنوع والثراء الذي ميز هذه الدورة الناجحة.
