الصحافة مهنة نبيلة ورسالة سامية تقوم على نقل الحقيقة وخدمة المجتمع، مستندة إلى أخلاقيات تشمل النزاهة والموضوعية واحترام كرامة الأفراد، لكن عندما تتحول إلى أداة ابتزاز وتشويه فإنها تفقد قيمتها وتسيء إلى الجسم الصحفي ككل.
برزت مؤخرا ممارسات غير أخلاقية من طرف أفراد محسوبين على الصحافة، حيث استغلوا هذه المهنة لنشر الأكاذيب والمغالطات واستهداف سمعة الأشخاص والمؤسسات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى وصل الأمر إلى استخدام هذه المنصات لنشر التشهير وابتزاز الأفراد ماليًا مقابل التوقف عن استهدافهم. من بين الحالات المثيرة للجدل في هذا السياق، شخص معروف محليًا كان يحمل بطاقة الصحافة لكنه حول نشاطه إلى ممارسات مشبوهة، حيث امتلأ سجله بتجاوزات تشمل الابتزاز المالي ونشر الإشاعات والتورط في قضايا أخلاقية موثقة. هذا الشخص لم يمارس أي عمل حقيقي بل عرف بتسوله بمقرات الجماعات والمؤسسات بحثًا عن مكاسب مالية صغيرة. هذه الممارسات تمثل تهديدًا لسمعة الصحافة وتفقدها مصداقيتها لدى المجتمع، خاصة أن بعض الجهات مثل مسيري الفرق الرياضية أو المسؤولين المنتخبين يستجيبون لابتزازات هؤلاء، ما يشجع على استمرار الظاهرة. للحد من هذه التجاوزات يجب تعزيز أخلاقيات المهنة عبر تكوين مستمر وتنظيم القطاع الإعلامي لضمان منح بطاقة الصحافة فقط للمستحقين، إضافة إلى تطبيق القانون بحزم ضد من يثبت تورطه في الابتزاز أو التشهيرأو انتحال الصفة، مع زيادة وعي المجتمع بمقاومة هذه السلوكيات وعدم الرضوخ لها.
ورغم هذه الممارسات الشاذة، تزخر الجهة بعدد من الصحفيين النزهاء والأكفاء، الذين يعملون بجدية واحترافية لخدمة الصالح العام ونقل الحقيقة بموضوعية، ملتزمين بأخلاقيات المهنة، مما يعزز مكانة الصحافة كسلطة رابعة تساهم في بناء مجتمع ديمقراطي. هؤلاء الصحفيون يمثلون الوجه المشرق للإعلام ويجب دعمهم وتشجيعهم ليظلوا نموذجًا يُحتذى به.
الصحافة مسؤولية وأمانة أخلاقية تتطلب من كل من ينتمي إليها الالتزام بالمبادئ والقيم التي تحفظ للمهنة مكانتها وتعزز ثقة المجتمع في الإعلام.