تطورات ملف الصحراء المغربية قبل اجتماع أكتوبر.. مليشيات البوليساريو تدخل مرحلة التفكك

لا شك أن الكثير من متابعي الشأن الداخلي لتنظيم بوليساريو يلاحظون فتورا حادا في الطريقة التي تقدم بها أذرع التنظيم السياسي في الرابوني تطورات قضية الصحراء المغربية، داخليا وخارجيا، بعدما دأبت خلايا الإعلام والتحريض، في السنوات السابقة، على تصوير محطة أكتوبر دليلا على عدم انتهاء “بوليساريو”.

ففي الوقت الذي كان منتظرا أن تبالغ أبواق دعاية زعيم الرابوني وعرابيه بالجزائر في تسويق واستغلال زيارة نائب مساعد كاتب الدولة الأمريكي، جوشوا هاريس، والمبعوث الأممي ستافان ديميستورا للرابوني، ولقاء إبراهيم غالي بالأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك، طفت فوق السطح نبرة ظاهرها تصعيدي وباطنها انهزامي، تفيد أن تلك اللقاءات تختلف عن سابقاتها، وأن تزامنها لم يكن صدفة، ولكن كان القصد منه تنبيه إبراهيم غالي وزبانيته من قبل المتحكمين في الملف لضرورة الانخراط في المسلسل السياسي، المبني على البراغماتية والواقعية، المتجسدتين في ممارسة السيادة المغربية على تراب الصحراء، واعتراف القوى الدولية بمقترح الحكم الذاتي المغربي.

وقد وضع هذا التطور الصادم قيادة الرابوني في مأزق تجاه سكان المخيمات، بعدما سوقت، شأنها في ذلك شأن الآلة الدعائية لجنرالات زرالدة، أن دخول الجزائر مجلس الأمن الدولي سيحد من التفوق الدبلوماسي المغربي، وهو ما سيعمق أزمة عصابة الرابوني، التي بدأت في التفكك، بعد سقوط منظومة إبراهيم غالي في جملة من الخلافات التي انعكست على أداء معظم أجهزة الرابوني، بما فيها آلته القمعية، إذ أن المرأة التي لطالما قيل إنه يعتمد عليها في كل كبيرة وصغيرة، لدرجة تسميتها من قبل المقربين من غالي “أميرة القصر الأصفر”، يشاع، هذه الأيام، أنه ينتظر الضوء الأخضر من سكتور تندوف العسكري لتغييرها بصديقه سالم لبصير، بعدما أدخلت مليشيات الحركة في حالة من التخبط والتناحر القبلي لدرجة فقدان زمام الأمور تماما على أغلب المخيمات، التي.

تنضاف إلى كل هذا الفتور، حالة التسيب والفوضى التي يعيشها “جهاز بوليساريو الدبلوماسي”، بعدما طفت فوق السطح تركة محمد سالم ولد السالك، التي أثقلت كاهل محمد سيداتي، بعدما ورث تمثيليات ميتة تماما، تتحكم فيها السفارات الجزائرية، ولا تتحرك إلا بإيعاز منها.

وقد أدى إصرار الخارجية الجزائرية على هذا النهج وإقصاؤها لمحمد سيداتي، الذي ينعته عسكر الجزائر بـ “المروكي”، إلى غرق الأخير في مستنقع المجون الذي لازمه منذ زمن طويل، ولم يعد معنيا بما يدور في مطبخ الجنرالات، كما ظهر ذلك واضحا في عدم مرافقته لإبراهيم غالي إلى نيويورك، وفي قمة المناخ التي عقدت في تنزانيا.

انتشار هذه الوقائع بين سكان المخيمات فتح أعين آخر المجاميع الواهمة، التي تعيش تحت مؤثرات كلامية تدعي أن “بوليساريو” تمتلك روح أو إمكانيات الجلوس على طاولة المفاوضات، وطرح مطلب “الاستقلال”، بينما هي عاجزة عن لملمة شتاتها الداخلي، وإدارة مجموعة صغيرة من البشر لا يتعدى عددها عدد سكان أحد أحياء العيون، وكذلك بعد أن ظهرت حقيقة القوة الضاربة المزعومة التي كانت تراهن عليها، كما تدل على ذلك سقطتها المدوية لدى مجموعة “بريكس”، واكتساح الدبلوماسية المغربية لمعظم العواصم المؤثرة في قضية الصحراء.

بقلم: الفاضل الرقيبي عن جريدة الصباح

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬300