زلزال الحوز الذي ضرب مناطق عديدة في المملكة لا يمكن وصفه إلا بالكارثة الطبيعية الخطيرة التي أثرت بشدة على سكان تلك المناطق. وبينما تسعى السلطات إلى تقديم المساعدة والإعانات للمتضررين، تظهر ممارسات تستحق الاهتمام والتصدي لها بحزم.
توافد عدد كبير من الغرباء إلى المناطق المتضررة من الزلزال، حيث نصبوا خياماً بهدف التحايل على السلطات والاستفادة من المساعدات والإعانات التي ستُخصص للمنكوبين. هؤلاء الأشخاص يدّعون أنهم فقدوا منازلهم جراء الزلزال أو أنهم فقدوا أفرادًا من عائلاتهم بعد انهيار منازلهم، وهم يسعون للتسجيل في قوائم المتضررين بهدف الحصول على الدعم المالي.
هذه الممارسات تثير قلقًا كبيرًا بين سكان الدواوير المتضررة الذين يشعرون بالظلم عندما يرى أشخاصًا غرباء يقيمون في مناطقهم ويستفيدون من المساعدات التي كانت من المفترض أن تذهب لهم. بعض الدواوير التي كانت تضم عددًا معينًا من المنازل أصبحت الآن تضم عددًا أكبر من الخيام، مما يثير اشتباهًا كبيرًا بشأن صدق تلك الحالات.
ويثير الأمر أيضًا استياء سكان المدن المجاورة، حيث يقوم بعض الأشخاص الذين ينحدرون من تلك المناطق بالعودة إليها ونصب الخيام بدعوى أنهم من الأسر المتضررة، مما يزيد من تعقيد وضع المساعدات.
ورغم تفشي هذه الممارسات غير المشروعة، فإن السلطات المحلية تؤكد على أنها ستحدد بدقة لائحة المتضررين وستقوم بضبط عملية إحصاءهم. ويتعاون المسؤولون مع جميع المتدخلين لضمان توجيه الدعم إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليه بشكل حقيقي.
من الجدير بالذكر أن الديوان الملكي أصدر بلاغًا هامًا يؤكد أن جلالة الملك محمد السادس أمر باتخاذ إجراءات استعجالية لإعادة إعمار المناطق المتضررة وتقديم المساعدة للمتضررين. يتضمن البرنامج الذي وضعته اللجنة الوزارية التي شكلها جلالته مبادرات استعجالية للإيواء المؤقت ومساعدات مالية مباشرة للمنازل التي انهارت جزئيًا أو تم تدميرها بالكامل.
من الضروري توجيه الدعم والمساعدة إلى الأسر والمواطنين الذين فعلاً تضرروا جراء هذه الكارثة الطبيعية، وضمان عدم انتهاك حقوقهم. يجب أن يتم تنفيذ التدابير بشكل دقيق وعادل لتحقيق التوزيع العادل للمساعدات وتقديم الدعم اللازم لإعادة بناء المناطق المتضررة.