عاشت منطقة إرگيتن في إقليم تارودانت تجربة فريدة من نوعها هذه السنة مع انطلاق مهرجان “بوجلود” أو “بيلماون” الذي نظمته جمعية رقصة تسكوين تورماط بشراكة مع جمعية تورماط للتنمية الاجتماعية والثقافية والفنون الشعبية،والذي استمر على مدى يومي 14 و 15 يوليوز 2023، بدوار تورماط التابع للجماعة الترابية تافرواتن.
شكّل المهرجان مناسبة جيدة لتعزيز أواصر المحبة والتقارب بين سكان المنطقة، حيث تبادل الأهالي الزيارات وأعطوا أهمية كبيرة لصلات الرحم والصلات العائلية والمصاهرة التي تربط بين دواوير القبيلة، خاصةً المتجاورة منها. وجاء المهرجان أيضاً كفرصة للحفاظ على التراث الثقافي والفني الأصيل للمنطقة، الذي يمتد عبر الأجيال من أبا عن جد وجيل عن جيل.
بدأ اليوم الأول من المهرجان بفعاليات متنوعة تضمنت أنشطة ترفيهية وتربوية خاصة للتلاميذ. كما تم تنظيم المقابلة النهائية للدوري المحلي لكرة القدم في ملعب “أورير أزرگ تورماط”، الذي خضع لإصلاحات مهمة بفضل الجمعية الرياضية المسيرة له، مما جعله أول من نوعه على صعيد قيادة تمالوكت. وشهدت المباراة تتويج فريق أولمبيك تورماط على حساب وصيفه فريق إتحاد تورماط وسط حضور جماهيري غفير من سكان المنطقة الذين يشتهرون بعشقهم وولعهم بكرة القدم.
في ختام اليوم الأول، أقيمت أمسية ثقافية وفنية متميزة حيث تم توزيع الجوائز والميداليات على الفرق الحاصلة على المركزين الأول والثاني في الدوري. وقد افتتحت الفرقة الفلكلورية لتسكوين تورماط الأمسية بإيقاعاتها الراقية ورقصاتها الإبداعية، يليها عرض فرقة أحواش وأداء مميز للمجموعة الغنائية الشبابية المحلية بقيادة الفنان محمد اميكوضن.
وفي اليوم الثاني من المهرجان، تم تنظيم ندوة ثقافية وعلمية بهدف التعريف بالمنطقة وتراثها الثقافي والفني الغني، ومناقشة سبل الحفاظ عليه وتشجيع الأجيال الصاعدة على الاعتزاز به والعمل على صونه.
في الليلة الختامية المميزة، تم تكريم التلاميذ المتفوقين دراسيًا خلال الموسم 2022/2023 ومنحهم جوائز وشواهد تقديرية لتحفيزهم على الاستمرار في تحقيق النجاح في مسارهم الدراسي.
احتفل المهرجان بأنغام فلكلورية رائعة من فرقتي تسكوين أوزليضا وتمضغوست، واستمتع الحضور بفقرات أحواش جماعية لرجال وشباب المنطقة، واختتمت السهرة بجو من السعادة والفرح.
يجسد مهرجان “بوجلود” أو “بيلماون” بشكل ملموس روح المشاركة الجماعية والتفاني من قبل أبناء المنطقة في الحفاظ على تراثها وترويجه، ويمثل نموذجاً للفعاليات التي تحقق الرقي والترابط الاجتماعي بين سكان المنطقة. وتتطلع ساكنة المنطقة إلى تكرار هذه التظاهرة الثقافية المهمة في السنوات القادمة، وتأمل أن تحظى هذه المبادرة بدعم وتشجيع من المجالس الجماعية والسلطات المحلية لمواصلة العمل الجاد في الحفاظ على التراث الثقافي والفني القيم الذي يعتز به سكان المنطقة.
