في قراءة للإنجاز القاري الذي حققه المنتخب المدرسي النسوي بعد التتويج بكأس إفريقيا، هذا الإنجاز الذي نفتخر به يجب الوقوف عنده و جعله نقطة البداية للاهتمام والارتقاء بالرياضة المدرسية عن طريق تفعيل وتعميم ممارستها عن طريق حصص التربية البدنية من السلك الإبتدائي، لتسهيل عملية التنقيب والبحث عن المواهب الصاعدة والضائعة، لإعداد فرق وطنية ومنتخبات قوية تمثل الوطن أحسن تمثيل في جميع المناسبات والتظاهرات الرياضية القارية والعالمية، كذلك تكوين أبطال في شتى الرياضات الجماعية والفردية قادرين على رفع التحدي في مستقبل بالتوجيه المبكر وفق المؤهلات الذاتية والتخصص الملائم ، هذا المشروع قابل للتطبيق والتفعيل اليوم في ظل تواجد القطاعين (الرياضة و التربية الوطنية ) في حقيبة واحدة مما سيسهل عملية التنفيذ والمواكبة والإدماج ، نعم لقد سئم الشعب المغربي من كثرة الإخفاقات الرياضية رغم تسخير وتوفير كل الإمكانيات المادية لكنها دون جدوى النتائج ظلت باهتة وغير مشرفة، سوى تبذير مالية الدولة لغياب إستراتيجية ورؤية واضحة لتطوير الرياضة في البلاد، خير دليل
الحصيلة و المشاركة المغربية المحتشمة في أولمبياد طوكيو التي طرحت أكثر من علامة استفهام ، لولا ذهبية البقالي التي حفظت قليلا ماء وجه المغرب في هذه التظاهرة، ورفعت راية الوطن خفاقة في سماء طوكيو، والمشاركات المتواضعة والغير المشرفة للمنتخبات الوطنية لكرة القدم في المنافسات القارية والعربية الأخيرة، التي لم ترق لآمال المغاربة والتي لا تليق بمكانة المغرب التي بات يحظى بها دوليا وقاريا، حيث توالت الانتصارات الدبلوماسية بالمقابل انتكاسات رياضية بالجملة، رغم توفر كل الإمكانيات المادية والبشرية ، يمكن اعتبار هذه الإخفاقات والإنجاز الذي حققه المنتخب المدرسي النسوي لكرة القدم رغم تواضع الإمكانيات، حيث حقق ما عجز عنه الرجال، محطة مهمة للتقييم والبحث عن مكامن الخلل ولحظة لسن سياسة لتطوير الرياضة انطلاقا من الرياضة المدرسية لأنها هي مفتاح الإقلاع الرياضي وهذا الإقلاع لن يتأتى إلا بالمقاربة التربوية انطلاقا من تفعيلها نظريا وتطبيقيا عبر حصص التربية البدنية بداية من التعليم الابتدائي، وذلك بتخصيص موارد بشرية خاصة، أطقم تربوية مؤهلة للتأطير ، وموارد مادية كافية المعدات و اللوازم الرياضية .. وتوفير فضاءات للممارسة وصقل المواهب واكتساب المهارات وذلك بتعميم المدارس الجماعاتية بالعالم القروي لإنشاء فضاءات لائقة تحقق مبدأ تكافؤ الفرص في الممارسة والمنافسة، كي لا تبقى حصص التربية البدنية حبيسة جداول الحصص بالسلك الإبتدائي خاصة بالوسط القروي ، فالمدرسة هي فضاء ومشتل خصب ومفتوح للتنقيب عن المواهب واكتشاف الطاقات الصاعدة التي يمكن مستقبلا بالعمل والبناء و المواكبة والتكوين وحسن التوجيه من رفع راية الوطن في جميع المحافل القارية والعالمية، هذا لن يتأتى إلا بعقد شراكات مع الأندية والجمعيات الرياضية والفاعلين في المجال، فكم من موهبة ضاعت في القرى والحواضر والفيافي وقبرت في مهدها لانعدام الإمكانيات وسوء التوجيه ناهيك عن الهدر المدرسي الذي يقتل أحلام الكبار و الصغار، فالتربية البدنية بالوسط المدرسي لها دور هام في محاربة الهدر المدرسي والتشجيع على التمدرس، وذلك بتحبيب المدرسة والإقبال عليها من قبل المتعلمين، لأن أنشطة التربية البدنية تحرر المتعلم من قيود الفصل وتفجر طاقاته ومواهبه.
✍️ذ :الونسعيدي بدرالدين