عامل إنزكان أمام اختبار القرب من المواطنين وتجاوز الوسائط

من يتابع عن قرب الدينامية الجديدة التي أطلقها عامل إقليم اشتوكة آيت باها، يلاحظ أن الرجل اختار منذ أول يوم أن يكون قريباً من نبض الميدان، بعيداً عن البروتوكول والوسائط التقليدية التي كثيراً ما تحجب الحقائق وتجمّل الواقع.
فقد باشر العامل مهامه بعقد سلسلة من الاجتماعات مع كل جماعة ترابية في مقرها، استمع خلالها إلى المنتخبين من الأغلبية والمعارضة معاً، ثم انتقل إلى مرحلة ثانية تمثلت في لقاء فعاليات المجتمع المدني، حيث فتح باب الحوار المباشر معهم دون أي حواجز إدارية أو شكلية، ليكوّن بذلك رؤية دقيقة وواضحة عن واقع الإقليم ومشكلاته الحقيقية.

هذا النموذج الإداري القائم على الإنصات، الميدان، والشفافية، أثبت أنه الطريق الأنجع لتشخيص أعطاب التدبير المحلي، وتحديد أولويات التنمية دون تأثير من “الأيادي الخفية” التي تحاول، في بعض الأحيان، إخفاء الحقائق أو تزييفها.

واليوم، وأمام الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتشابك بإقليم إنزكان آيت ملول، فإن الساكنة تتطلع إلى أن يحدو العامل الجديد حدو نظيره في اشتوكة آيت باها، وأن يبدأ مهامه من قلب الشارع، ومن بين الناس، لا من وراء المكاتب.
فالحوار المباشر مع المنتخبين والمجتمع المدني، والإنصات لمختلف الفاعلين دون تمييز، كفيل بتكوين تصور واقعي عن مكامن الخلل ومواطن القوة، ويسمح ببناء الثقة التي تعدّ أساس أي تنمية حقيقية.

إن إنزكان لا تحتاج إلى شعارات، بل إلى مسؤول ميداني يسمع أكثر مما يُسمع، ويشاهد أكثر مما يُقال له.
وما أثبته عامل اشتوكة من نجاح في مقاربة القرب والإنصات، يمكن أن يكون خارطة طريق نموذجية للعامل الجديد بإقليم إنزكان من أجل انطلاقة جديدة عنوانها الصراحة والإنصات والعدالة الترابية.

الأخبار ذات الصلة

1 من 826