أكادير تستحضر الذكرى 107 لهدنة الحرب العالمية الأولى بحضور الوالي وممثلين عن القنصلية الفرنسية

في وقفة تاريخية مهيبة، احتضنت مدينة أكادير صباح اليوم الثلاثاء، مراسم الاحتفال بالذكرى الـ 107 لهدنة الحرب العالمية الأولى، التي توافق الحادي عشر من نونبر من كل سنة. هذه الذكرى لم تعد مجرد تاريخ في الذاكرة، بل محطة سنوية لتكريم التضحيات الجسيمة التي قدمها الجنود، والتشبث بقيم السلام والحرية التي دفعوا حياتهم ثمنًا لها.

ترأس هذه المراسيم الرمزية السيد سعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة وعامل عمالة أكادير إداوتنان، وذلك بالمقبرة الفرنسية بحي إحشاش، بحضور لافت من ممثلي القنصلية الفرنسية وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية، في تأكيد على عمق الروابط التاريخية التي تجمع المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية.

إكليل وفاء أمام الجندي المجهول
كانت اللحظة الأبرز في الاحتفال هي وضع إكليل من الزهور أمام نصب الجندي المجهول. لم تكن هذه الخطوة مجرد إجراء بروتوكولي، بل كانت لحظة رمزية مؤثرة استحضرت روح الجنود الذين سقطوا في ميادين الوغى دفاعًا عن قضية الحرية والسلام خلال ما سُمي بـ “الحرب العظمى”. إنها وقفة اعتراف ببطولة أولئك الذين فقدوا كل شيء ليضمنوا للأجيال القادمة عالماً أكثر أماناً.

وتعززت دلالات هذا الارتباط التاريخي عبر الأداء المشترك للنشيدين الوطنيين المغربي والفرنسي، في دلالة واضحة على التلاحم والشراكة العريقة بين البلدين.

 الجنود المغاربة: تضحية راسخة في الذاكرة
ما يميز هذه الذكرى في سياقها المغربي هو الاستحضار القوي لدور الجنود المغاربة في تلك الحرب. وقد أبرز تلاميذ الثانوية الفرنسية بأكادير (Lycée Français d’Agadir) في كلمات ألقوها بالمناسبة، الأبعاد التاريخية لهذه الذكرى، مشيرين إلى مشاركة ما يقارب 40 ألف جندي مغربي ضمن صفوف الجيش الفرنسي. هذه المشاركة هي شهادة على الانخراط المغربي في الدفاع عن القيم الإنسانية المشتركة.

واختُتمت المراسيم بوقفة ترحم خاشعة على أرواح الجنود المغاربة الذين قضوا خلال الحرب العالمية الأولى، في اعتراف رسمي ووجداني بـ تضحياتهم الجليلة ودورهم المحوري في الدفاع عن الحرية والعدالة.

إن احتفال أكادير اليوم بذكرى هدنة 11 نونبر ليس احتفالاً بانتهاء حرب، بل هو تجديد للعهد على صون السلام وتكريم لذكرى الأبطال الذين جعلوا من تضحياتهم جسرًا نحو مستقبل يسوده التعاون والاحترام المتبادل بين الأمم.

الأخبار ذات الصلة

1 من 817

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *