دراسة تكشف “ثلاثية الهشاشة” في قطاع المقاهي

توصلت دراسة سوسيولوجية، أجراها الدكتور محمد لعويد من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، إلى أن الهشاشة المهنية في قطاع المقاهي بالمدينة لا تقتصر على بعد واحد، بل تتشكل من خلال “ثلاثية متداخلة” تشمل أبعادًا هيكلية، ورمزية، ومخاطرية. وقد صدرت هذه الدراسة تحت عنوان “صعوبات الاندماج المهني للعمال في المشاريع الصغرى.. دراسة سوسيولوجية لقطاع المقاهي والمطاعم بمدينة القنيطرة”.

أبعاد الهشاشة المهنية: غياب الحماية وتفاقم التفاوت
أوضحت الدراسة أن البعد الهيكلي للهشاشة يتجلى في غياب الإطار القانوني والحماية الاجتماعية، حيث كشفت أن 82% من العاملين ليس لديهم عقود عمل رسمية، بل يعتمدون على اتفاقيات شفهية. وهذا ما يجعلهم يفتقدون للحماية القانونية الأساسية.

أما البعد الرمزي، فيتجسد في إعادة إنتاج التفاوت عبر الآليات الجندرية والطبقية. حيث أشارت الدراسة إلى أن النساء يشغلن 72% من الوظائف الأقل أجرًا (مثل النظافة والخدمة)، بينما تقتصر أدوار الإدارة على الرجال بنسبة 85%. كما كشفت عن وجود فجوة في الأجور بنسبة 22% لصالح الرجال حتى في المهام المتشابهة. إضافة إلى ذلك، تعرضت 38% من العاملات للتحرش.

وفيما يخص البعد المخاطري، فقد أظهرت الدراسة أن الرقمنة والمناخ يتحولان إلى أدوات للإقصاء. فـ 68% من العمال غير قادرين على استخدام منصات التوصيل الإلكترونية، على الرغم من تبني 45% من المقاهي لها. كما سجلت 80% من المؤسسات خسائر بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية الناتج عن الجفاف.

توصيات لحلول متكاملة
بناءً على نتائج الدراسة، قدم الباحث عدة توصيات لمواجهة هذه التحديات، أبرزها:

تبسيط النظام الضريبي ومأسسة الاقتصاد غير المهيكل: وذلك عبر منح تراخيص مجانية لمدة 3 سنوات، وربط التراخيص بالتغطية الصحية الإجبارية.

مكافحة التحرش: من خلال تغريم المؤسسات المتقاعسة، وتمويل مشاريع نسائية بشروط ميسرة (فائدة 1%).

مواجهة التحولات الرقمية والمناخية: وذلك بتبني محو الأمية الرقمية، وإنشاء صندوق طوارئ خاص بالجفاف، وتشجيع استخدام الطاقة الشمسية.

تُؤكد الدراسة أن الهشاشة في هذا القطاع ليست حالة طارئة، بل هي بنية قائمة بذاتها، مما يتطلب حلولًا متكاملة وشاملة لمعالجة جميع أبعادها.

 

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 680

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *