أثار تداول صورة لصهريج مياه متنقل يحمل شعار جهة سوس ماسة، مركون أمام منزل خاص بجماعة أيت عميرة، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وكشف عن أزمة حقيقية في توزيع الموارد العمومية بالمنطقة. تأتي هذه الواقعة في وقت تعاني فيه ساكنة الجماعة من انقطاع مستمر في مياه الشرب، مما فاقم معاناتهم في ظل موجة الحر الشديدة.
الصهريج، الذي يُفترض أن يكون مخصصاً لتزويد الساكنة بالماء في حالات الطوارئ وخدمة المصلحة العامة، شوهد وهو يقف أمام منزل يحتضن مناسبة خاصة، الأمر الذي دفع بالعديد من المواطنين إلى التساؤل عن معايير توزيع هذه الموارد. ففي الوقت الذي تبحث فيه مئات الأسر في الدواوير والأحياء عن قطرة ماء، يبدو أن الصهريج العمومي وُجِّه لخدمة حفلة خاصة، وهو ما اعتبره البعض مثالاً صارخاً على “الزبونية والمحسوبية”.
الواقعة أثارت غضب واستياء عدد من المتتبعين الذين دعوا السلطات الإقليمية إلى ضرورة فتح تحقيق عاجل وشفاف في ملابسات هذا الاستعمال، وتحديد المسؤوليات، بهدف ضمان أن يتم توجيه الموارد العمومية لخدمة جميع المواطنين على قدم المساواة، بعيداً عن أي حسابات شخصية أو سياسية.
ويؤكد هذا الحادث على الحاجة الملحة لوضع آليات واضحة وشفافة لتوزيع الموارد العامة، خاصة الأساسية منها مثل الماء، لضمان وصولها إلى مستحقيها ومنع استغلالها لأغراض خاصة. كما يسلط الضوء على ضرورة تفعيل آليات المحاسبة والمساءلة لردع أي ممارسات قد تضر بالمصلحة العامة وتزيد من معاناة المواطنين.