إنها قصص الإصرار التي لا تُنسى، وتلك المسارات التي تُحفر بالجهد والمثابرة، والتي تكسر الصور النمطية لتُعيد رسمها بألوان جديدة. قصة يوسف وفاق، الشاب الذي يقطن في تراب جماعة إنزكان، ليست مجرد قصة نجاح فردية، بل هي عنوان لروح الطموح التي لا تعرف حدودًا، وبصمة تستحق التقدير لجيل جديد من أعوان السلطة.
بدأ يوسف وفاق مسيرته المهنية بالالتحاق بصفوف أعوان السلطة في عام 2005، وهي مهمة تتطلب يقظة وانضباطًا وتواصلًا مباشرًا مع المواطنين. لكن هذا المسار لم يكن نهاية طموحاته، بل كان نقطة انطلاق لرحلة أكاديمية موازية. ففي عام 2022، نجح يوسف في اجتياز امتحان البكالوريا حرة، ليفتح لنفسه باب التعليم العالي الذي لطالما حلم به.
واصل يوسف دراسته بجامعة ابن زهر بالتحاقه بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بآيت ملول في عام 2022. وعلى مدار ثلاث سنوات، عاش يوسف وفاق تجربة فريدة، حيث كانت حياته تتأرجح بين المهام الميدانية الشاقة لأعوان السلطة، وبين قاعات المحاضرات والمكتبات. كان يجد الوقت للمطالعة، وحضور الدروس، والمشاركة في الامتحانات، موازناً بمهارة بين ضغط العمل وتحديات الدراسة.
تُوج هذا الجهد المضني بحصوله على شهادة الإجازة في شعبة القانون الخاص. هذا الإنجاز ليس مجرد شهادة جامعية، بل هو رسالة قوية تؤكد أن رجال السلطة ليسوا فقط منفذين للقانون، بل يمكن أن يكونوا باحثين ومطورين له، يساهمون في إثراء المنظومة القانونية بعمق معرفي. كما أنه يفتح النقاش حول أهمية دعم الموظفين الإداريين في مساراتهم التعليمية، وتوفير برامج تكوينية مستمرة، مما سينعكس إيجابًا على جودة الخدمات العمومية.
قصة يوسف وفاق هي دليل على صوابية رؤية عامل عمالة إنزكان آيت ملول، التي اعتمدت على انتقاء أعوان سلطة شباب بمستوى تعليمي جيد. هذا الاختيار أثمر عن وجود أعوان سلطة ذوي كفاءة عالية، ومهارات تواصل فعالة، مما يقطع الصلة بالصورة النمطية السلبية التي قد تكون عالقة في الأذهان عن هذه الفئة. يوسف وفاق، الذي نشأ بحي الجرف بأكادير وكان لاعبًا لكرة القدم بفريق اتحاد فتح إنزكان، يجسد هذا النموذج الجديد من أعوان السلطة الشباب الذين يخدمون الوطن والمواطن بجدية وكفاءة.













