تفويت سينما تاريخية إلى خواص يفجر جدلاً واسعاً بفاس

أثار تفويت قاعة سينما “لوبيجو” التاريخية، الواقعة بحي الرصيف في قلب المدينة العتيقة بفاس، موجة من الجدل والاستياء في أوساط المثقفين والفاعلين المدنيين.بعد بيعها لأحد المستثمرين الخواص بغرض تحويلها إلى مشروع يتعلق برياض للضيافة.

وتعود ملكية القاعة إلى الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، حيث تم تفويتها بمبلغ ناهز 5.6 مليون درهم، في صفقة أثارت شبهات استغلال النفوذ وتفريط في الذاكرة الجماعية خاصة بعد الحديث عن منح الترخيص من طرف المجلس الجهوي للاستثمار في ظروف غامضة، تزامنا مع غياب والي الجهة والعطلة الصيفية.

وعلى صعيد متصل، اتهمت فعاليات محلية كلا من نائب عمدة فاس “م.ب”، المنتمي لحزب الاستقلال والكاتب الإقليمي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بفاس، بالتورط في تسهيل تمرير المشروع، رغم أن طلب تحويل الفضاء إلى مؤسسة سياحية سبق أن قوبل بالرفض في وقت سابق.

وفي سياق التحقق من هذه المعطيات، ربطت جريدة Rue20 الاتصال بأحد نواب عمدة مدينة فاس المكلفين بالتعمير، حيث نفى الأخير أن يكون قد تم منح أي ترخيص لتحويل سينما الأمل إلى رياض، مؤكدا أن عملية البيع قد تمت بالفعل، غير أن الترخيص لم يُمنح بعد، مشددا على أن أي مشروع من هذا النوع لا يمكن أن يُنفذ إلا بعد المرور عبر مسطرة قانونية دقيقة وتراعي خصوصية الموقع وقيمته التراثية.

ودعت جمعيات مدنية وثقافية إلى فتح تحقيق رسمي في ملابسات التفويت ووقف المشروع مؤقتا إلى حين التحقق من مدى احترامه للضوابط القانونية والمعمارية، معتبرة أن تحويل فضاء ثقافي بهذا الحجم إلى منشأة تجارية يمثل تهديداً خطيراً لذاكرة المدينة العتيقة، وتكريسا لما وصفوه بـمنطق تبضيع التراث.

هذا، وتُعد قاعة سينما الأمل من آخر الفضاءات السينمائية التاريخية داخل أسوار فاس القديمة، وقد لعبت دورا محوريا في المشهد الثقافي المحلي على مدى عقود، قبل أن تطالها موجة الإغلاق والتهميش التي لحقت العديد من المعالم الفنية بالمغرب.

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 770

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *