أكلو تحت المجهر: تباكٍ سياسي وواقع تنموي مهين في 2025

في ظل تصاعد وتيرة السخط الشعبي على الوضع التنموي بجماعة أكلو التابعة لإقليم تزنيت، تحوّلت منصات التواصل الاجتماعي، خاصة “فيسبوك”، إلى مرآة صادقة لخيبة أمل المواطنين في ممثليهم، وفي مقدمتهم رئيس الجماعة، الذي يبدو أنه فقد الكثير من رصيده الشعبي بسبب ضعف الأداء وكثرة الوعود.

أحدث الخرجات للرئيس كانت أمام عامل الإقليم، والتي وجّه فيها اتهامات لرئيس جهة سوس ماسة بعدم التفاعل مع حاجيات جماعة أكلو، قوبلت بسيل من التعليقات الساخرة، إذ اعتبر كثيرون أن “خطاب التباكي” لم يعد مقنعًا في سنة 2025. وأعاد البعض إلى الأذهان لحظة بكاءه الشهيرة أمام وزير الداخلية في زمن الفيضانات، وكأن البكاء أصبح وسيلة سياسية لطلب الدعم لا أكثر.

المعلقون لم يرحموا الرئيس، فوُصف بـ”رئيس مجلس الشفوي”، و”تلميذ في الابتدائي”، واتُّهم بالتنقل بين الأحزاب دون مبدأ، وبالارتماء في الشعارات العاطفية بدل الإنجاز الحقيقي، خاصة أن فترة ترؤسه للجماعة قاربت 15 سنة، من دون أن تشهد المناطق التابعة لها تغييرات ملموسة، وهو ما أكدته عشرات التدوينات التي تحولت إلى ما يشبه “محاكمة شعبية” مفتوحة.

ولا يختلف الواقع عن هذه التعليقات. فدوار أزرو زكاغن، الواقع على الطريق الساحلية الرابطة بين تزنيت وسيدي إفني، يعاني في سنة 2025 من غياب الماء الصالح للشرب، والكهرباء، وشبكة الصرف الصحي. وهو أمر لا يمكن تصديقه بالنظر إلى الموقع الحيوي للدوار، وعدد ساكنته الذي يتراوح بين 300 إلى 400 منزل، فضلًا عن كونه مقصدًا صيفيًا لمغاربة الداخل والخارج.

الساكنة تُعبّر بمرارة عن التهميش، مشددة على أنها لا تطلب المستحيل، بل فقط توفير الحاجيات الأساسية، حتى ولو بشكل مؤقت، كالسقايات أو تمديد الكابلات الكهربائية. ورغم النداءات المتكررة، تأتي الردود الرسمية محبطة: “مازال ما كايناش الانضمامات” أو “راه كاين تغييرات جاية”… وهي مبررات تعكس عجزًا في التواصل، وفشلًا في الإنصات لمطالب المواطنين.

وليس أزرو زكاغن وحده المتضرر. فدوار تاركينين هو الآخر ما يزال في عز 2025 يفتقر للكهرباء، ما يجعل الحديث عن التنمية المستدامة في هذه الجماعة مجرد شعارات تزين التقارير والمناسبات الرسمية.

هذه الحقائق، إلى جانب الكم الهائل من السخرية المنتشرة على وسائل التواصل، تُظهر أن ساكنة أكلو تعيش بين مطرقة الغياب التنموي وسندان الخطاب السياسي العاطفي. فهل حان الوقت لإعادة ترتيب الأولويات ومحاسبة من عمروا الكراسي دون نتائج؟ أم أن الانتخابات القادمة ستكون مجرد إعادة تدوير لنفس الوجوه تحت عناوين جديدة؟

الساكنة تطالب فقط بالكرامة، بينما تتحدث بعض الجهات عن “العلم الأزرق” في الشاطئ، وكأن طلاء الواجهة سيُخفي عار الإهمال خلف الجدران.

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 752

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *