في خطوة تستجيب لانشغالات الساكنة المحلية وتعكس دينامية جديدة لتدبير الشأن المحلي، صدرت تعليمات مباشرة من العامل محمد سالم الصبتي ترمي إلى تعزيز البنيات الصحية والتربوية والخدمات الأساسية بجماعة هلالة، الواقعة في أعالي جبال إقليم اشتوكة آيت باها.
فقد تقرر، في إطار هذه التوجيهات، توفير سيارة إسعاف مجهزة خاصة بدار الولادة بالجماعة، وهي خطوة طالما نادت بها الساكنة، بالنظر إلى صعوبة التنقل نحو المؤسسات الصحية البعيدة في حالات الولادة المستعجلة، خصوصاً في ظل التضاريس الوعرة وبعد المستشفيات الإقليمية.
كما أعطيت تعليمات لتخصيص سائقين إضافيين لضمان توزيع الماء الصالح للشرب بشكل منتظم على مختلف الدواوير والمناطق التابعة للجماعة، في ظل التحديات التي تفرضها ندرة المياه وتغيرات المناخ، والتي أرخت بظلالها على الحياة اليومية للمواطنين، خصوصاً في فصل الصيف.
ومن جانب آخر، وفي إطار محاربة الهدر المدرسي وتشجيع التمدرس في المناطق القروية، تقرر توفير النقل المدرسي مجاناً لفائدة التلميذات والتلاميذ، مما من شأنه أن يخفف العبء عن الأسر الفقيرة ويحفز الأسر على إبقاء أبنائها في المؤسسات التعليمية، لا سيما الفتيات في المراحل الإعدادية والثانوية.
وتأتي هذه الإجراءات في سياق الجولات الميدانية التي يقوم بها عامل إقليم اشتوكة آيت باها إلى عدد من الجماعات الترابية، والتي تهدف إلى تشخيص الحاجيات الفعلية للسكان، وإعطاء دفعة قوية لمشاريع التنمية المحلية، خاصة في المناطق الجبلية التي تعاني من الهشاشة البنيوية ونقص التجهيزات الأساسية.
وقد لقيت هذه المبادرات استحسانًا واسعًا من قبل الفاعلين المحليين والهيئات الجمعوية، الذين اعتبروها بمثابة بداية فعلية لتدارك سنوات من التهميش، مؤكدين على ضرورة مواكبتها ببرامج استدامة وصيانة مستمرة، حتى لا تظل حبيسة التعليمات الظرفية.
جماعة هلالة اليوم على موعد مع تغيير تدريجي، يبقى رهينًا باستمرار التتبع والتنسيق بين السلطات الإقليمية والمنتخبين المحليين، لأجل تنمية حقيقية وشاملة تعيد الأمل إلى الساكنة الجبلية.
A.Boutbaoucht
