في خطوة مفاجئة، قررت السلطات إغلاق مسجد بوعيطة في أيت ملول قبيل أيام من عيد الأضحى، مرجحة السبب إلى ضرورة ترميمه. هذا القرار أثار حفيظة ساكنة المنطقة، حيث نفذت وقفة احتجاجية للتعبير عن اعتراضها، وسط انتشار إشاعات تدعي أن الإغلاق جاء كرد فعل على خطبة إمام المسجد خلال عيد الفطر الماضي، التي تناولت قضايا سياسية.
الأسباب الرسمية للإغلاق
أوضحت السلطات المحلية أن قرار الإغلاق جاء نتيجة للحاجة الماسة إلى ترميم المسجد، حيث تبين أن هناك مخاطر تهدد سلامة المصلين. وأكدت أن الأعمال الترميمية تهدف إلى تحسين البنية التحتية للمسجد وضمان توفير بيئة آمنة للمصلين، خاصة في ظل تزايد أعدادهم خلال فترة الأعياد والمناسبات الدينية.
الوقفة الاحتجاجية والإشاعات
رغم التوضيحات الرسمية، نظمت ساكنة المنطقة وقفة احتجاجية ضد قرار الإغلاق، معربين عن استيائهم من توقيت القرار الذي يأتي قبيل عيد الأضحى، وهو ما يزيد من معاناتهم في البحث عن أماكن بديلة لأداء الصلاة. تفشت إشاعات بين المحتجين تدعي أن الإغلاق جاء بسبب تناول إمام المسجد لقضايا سياسية خلال خطبة عيد الفطر، ما اعتُبر تحديًا للظهير الشريف المنظم لمهام القيمين الدينيين، الذي يمنعهم من ممارسة أي نشاط سياسي أو نقابي أو اتخاذ أي موقف يكتسي صبغة سياسية أو نقابية”.
منع العمل السياسي والنقابي
نصت المادة السابعة على أنه “يتعين على كل قيم ديني، في جميع الأحوال وطيلة مدة مزاولته لمهامه، التحلي بصفات الوقار والاستقامة والمروءة التي تقتضيها المهام الموكولة إليه. ويمنع عليه، خلال هذه المدة، ممارسة أي نشاط سياسي أو نقابي، أو اتخاذ أي موقف يكتسي صبغة سياسية او نقابية، أو القيام بأي عمل من شأنه وقف أو عرقلة أداء الشعائر الدينية، أو الإخلال بشروط الطمأنينة والسكينة والتسامح والإخاء، الواجب توافرها في الأماكن المخصصة لإقامة شعائر الدين الإسلامي”.
ردود فعل متباينة
انقسمت ردود الفعل حول قرار الإغلاق، حيث يرى البعض أن الترميم ضروري لضمان سلامة المصلين ويجب دعمه، في حين يعتبر آخرون أن التوقيت غير ملائم وأنه كان بالإمكان تأجيل الأعمال إلى ما بعد فترة العيد. من جهة أخرى، أثار الجدل حول خطبة الإمام في عيد الفطر تساؤلات حول حرية التعبير ودور الأئمة في تناول القضايا المجتمعية.
دور السلطات والجهات المعنية
أكدت السلطات المحلية التزامها بإعادة فتح المسجد فور الانتهاء من أعمال الترميم، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي هو ضمان سلامة وراحة المصلين. كما دعت الساكنة إلى التزام الهدوء والتعاون خلال هذه الفترة، مشددة على أهمية توحيد الجهود لتجاوز هذه الأزمة بروح من التعاون والتفاهم.
يظل قرار إغلاق مسجد بوعيطة بأيت ملول موضوعًا حساسًا أثار جدلًا واسعًا بين سكان المنطقة. وبينما تستمر أعمال الترميم، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق توازن بين سلامة المصلين وحقوقهم في ممارسة شعائرهم الدينية دون عوائق، بعيدًا عن أي تفسيرات أو إشاعات قد تساهم في تأجيج الوضع.