أثار المغرب غضب الدولة العميقة في فرنسا، لأنه أعطى توجها يقوم على تعددية الأطراف والشركاء، ومن الواضح أن هذا الاستقلال في الاختيارات والشراكات يشكل جريمة بالنسبة لبعض الأطراف في فرنسا التي لا تريد أن يشكل المغرب نموذجا للنجاح لبلدان أخرى في إفريقيا دون مساعدة القوة الاستعمارية السابقة.
ويدير المغرب شؤونه بنجاح بمفرده، وقد نوع شراكاته في عدد من القضايا، وخاصة في أوقات الأزمات، ويتذكر الجميع، بما في ذلك فرنسا على وجه الخصوص، التدبير المثالي لجائحة كوفيد-19، هذا التدبير دفع عددا من المحللين والسياسيين في فرنسا إلى مقارنتها بالتدبير الكارثي لماكرون للجائحة نفسها، لا سيما على صعيد توفير الكمامات الصحية.
وجاءت الكارثة الطبيعية التي ضربت المملكة ليلة الجمعة في 8 شتنبر، لتزيد من حقد فرنسا على المغرب وتتسبب في سعار النظام الفرنسي، وبينما ظلت وسائل الإعلام الفرنسية تهاجم المغرب دون هوادة، كانت المملكة تعمل بهدوء وكفاءة عالية لتدبير الكارثة الطبيعية المتمثلة في زلزال الحوز.
وهذا كان كاف لإسكات أبواق فرنسا الذين تساءلوا كيف يمكن للمغرب الذي ينظر إليه على أنه بلد متأخر في التنمية، أن يتمكن من تجاوزها دون مساعدة فرنسا، وأصيبت فرنسا الاستعمارية بالسعار، حينما رفض المغرب قبول المساعدات الفرنسية وقبل دخول أربعة فرق أجنبية اثنتين من أوروبا ومثيلتهما من أسيا.
ما لم تفهمه بعض الأطراف في فرنسا، هو أن المساعدات التي قدمتها دول مثل إسبانيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة وقطر قبلها المغرب على أساس مقاربة عقلانية ووفقا لاحتياجاتها الواقعية وتربطه علاقات خاصة بهذه الدول، ذلك أن قبول أي مساعدة مقترحة كان من شأنه بالضرورة أن يؤدي إلى خلق الفوضى والازدحام في منطقة الكارثة، الجبلية وصعبة الوصول لضيق الطرق ووعورتها، رغم ان العديد من الدول، مثل الولايات المتحدة وألمانيا، سارعت إلى تقديم دعمها لكن أيقنت فيما بعد أن المغرب غير محتاج لهما.
لكن ليس فرنسا، التي أظهرت رد فعل هستيري عبر وسائل إعلامها مما أدى إلى زيادة الهجمات ضد المغرب، فرنسا كشفت عن وجهها الحقيقي وحقدها على النجاح المغربي الذي قرر قبل سنوات الانسلاخ عن التبعية والاعتماد على شركاء جدد في اسيا واوروبا، وهو ما اغضب الساكن في قصر الاليزيه.