تعمل جمعيات التنمية الاجتماعية كجسور تربط بين الجهود المشتركة للمجتمع واحتياجاته الأساسية. ومن بين هذه الجمعيات تبرز جمعية تيفاوين للتنمية بتفانيها وعطاءها في مجال توفير النقل المدرسي لتلاميذ وتلميذات جماعة أيت ميلك، مساهمة منها في تخفيف أعباء الاكتظاظ وتمكين الشباب من الحصول على تعليم جيد.
منذ تأسيسها، تعهدت جمعية تيفاوين بتوفير النقل المدرسي للتلاميذ والتلميذات الذين يعانون من ظروف صعبة ويجدون صعوبة في الوصول إلى مقاعد دراستهم. ومع ارتفاع أعداد الطلاب المستفيدين من هذه الخدمة، ازدادت التحديات التي تواجهها الجمعية أيضًا.
بالرغم من الجهود المتواصلة للجمعية في توفير وسائل النقل المدرسي، إلا أنها واجهت صعوبات مالية كبيرة أثناء تنفيذ هذا المشروع الضخم. حيث تعتمد الجمعية على تبرعات المحسنين والدعم المحلي لتمويل عملياتها. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر يتمثل في توفير التمويل الكافي لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
أحد التحديات الأخرى التي واجهتها الجمعية هو الاكتظاظ المتزايد للطلاب في مناطقها المستفيدة. فقد تمكنت الجمعية من توفير حافلتين فقط لنقل الطلاب، مما أسهم في تخفيف الضغط على تلك المناطق إلى حد ما. ومع ذلك، لاحظت الجمعية زيادة في أعداد الطلاب الذين يحتاجون إلى هذه الخدمة، مما يفرض ضغوطًا جديدة تتعلق بتوفير وسائل نقل إضافية.
الجمعية لم تبخل بالجهد في محاولاتها للحصول على دعم إضافي من الجهات المحلية والإقليمية. لكن وعلى الرغم من وجود اتفاقيات مؤكدة بين الجمعية والسلطات المحلية والإقليمية لتقديم دعم مالي لتمويل النقل المدرسي، إلا أنه حتى الآن لم يتم تنفيذ هذه الاتفاقيات بشكل كامل.
ومع تزايد المشاكل المالية والتحديات التي تواجهها الجمعية، اضطرت إلى اتخاذ قرار صعب بوقف خدمة النقل المدرسي خلال الموسم الدراسي الجديد. هذا القرار يعكس الصعوبات الحالية التي تمر بها الجمعية وضرورة توجيه الجهود والموارد نحو حلول مستدامة تمكنها من مواصلة تقديم هذه الخدمة المهمة.
على الرغم من هذا القرار المؤلم، يجب التأكيد على أهمية دور جمعية تيفاوين للتنمية في تخفيف العبء عن كاهل العائلات ذات الدخل المحدود وتمكين التلاميد من مواصلة تعليمهم. لا تزال الجمعية تبقى أملاً للمستقبل، ونأمل أن تتلقى الدعم الكافي الذي يمكنها من مواصلة مسيرتها في خدمة المجتمع المحلي وتمكين الأجيال الصاعدة.
A.Boutbaoucht
