قطاع السياحة في اكادير يشتكي من “أزمة مالية”

يشهد قطاع الفنادق بمدينة أكادير أزمة كبيرة ، حيث تتعرض عدد من الوحدات الفندقية لصعوبات مالية تهدد استمراريتها. وتشير المعطيات إلى أن 24 فندقًا أغلقت أبوابها خلال السنوات الأخيرة، مما أثر سلبًا على القطاع السياحي في المدينة وأدى إلى فقدان العديد من فرص العمل.
وتعود أسباب إغلاق هذه الوحدات الفندقية إلى عدم قدرتها على تحقيق التوازن المالي اللازم لسداد مستحقات الموظفين والضرائب والرسوم الأخرى، بالإضافة إلى ذلك، تعاني بعض الفنادق من تقادم وتأهيل غير كافٍ لمواكبة التطورات السريعة في القطاع، وخاصة في ظل المنافسة الشديدة مع وجهات سياحية مجاورة، وتفتقر أيضًا إلى الدعم والمتابعة من الجهات المعنية.
وللتغلب على هذا الوضع الصعب واستعادة مكانة أكادير السياحية كوجهة رائدة في المغرب، تم الاتفاق مع وزارة السياحة على تخصيص مبلغ 4 مليارات درهم لترميم وتجهيز مجموعة من الوحدات الفندقية بهدف تنمية القطاع السياحي وتعزيزه.
وفي إطار جهود التطوير، عقدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، لقاء عمل بولاية أكادير. شارك فيه مختلف المتدخلين والمسؤولين لبحث سبل تطوير المنتج السياحي في أكادير وفقًا للخطة الاستراتيجية الوطنية للسياحة للفترة 2023-2026.
وتم تسليط الضوء خلال اللقاء على أهمية جهة سوس ماسة في هذه الاستراتيجية الوطنية، حيث تحتل الجهة مكانة مميزة على الصعيد السياحي.
تشمل الاستراتيجية السلاسل السياحية الستة المهمة، وتشمل السياحة الشاطئية والسياحة الطبيعية والسياحة العملية، التي تعد أساسية لتنمية السياحة المحلية.
وشددت وزيرة السياحة على أهمية دعم المستثمرين والبنوك للاستثمار في القطاع السياحي وزيادة القدرة الاستيعابية للوحدات الفندقية في المنطقة. وأشارت إلى أن المنطقة تتميز بوجود ثقافة ريادية قوية في قطاع السياحة بين الشباب، الذين يحتاجون إلى دعم مستمر.
وتم تقديم ملخص للخطة الاستراتيجية لقطاع السياحة للفترة 2023-2026 خلال اللقاء، حيث تبلغ تكلفتها الإجمالية 6.1 مليار درهم. ومن المتوقع أن تضعف هذه الخطة المغرب في صفوف الوجهات السياحية العالمية الكبرى.
وتهدف الخطة الاستراتيجية إلى جذب 17.5 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2026، مما يسهم في تحقيق إيرادات تصل إلى 120 مليار درهم في العملة الصعبة وخلق حوالي 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وتعزيز دور السياحة كقطاع رئيسي في الاقتصاد الوطني.
بشكل عام، يهدف إعادة تنشيط قطاع السياحة في أكادير إلى تعزيز التنافسية والاستدامة المالية للفنادق وزيادة الاستثمارات وتوفير فرص العمل في القطاع.
و تعد هذه الجهود جزءًا من الاستراتيجية الوطنية لتطوير السياحة في المغرب وتعزيز مكانته كوجهة سياحية عالمية.

جميلة التازي

الأخبار ذات الصلة