خرجت صباح اليوم الخميس 15 دجنبر 2022 جرافات السلطات المحلية بإنزكان لتسوي حيا عشوائيا بكامله، بضع ساعات كانت كافية لتحويل حي بوجديك إلى ركام من التراب المتناثر.

وكان هذا الحي طفى كالفطر بمباركة الطبقة السياسية لإنزكان ابان الربيع العربي التي اتخذته ورقة انتخابية رابحة، وأدت المدينة ومعها السكان الثمن غاليا.
فقد توصلت السلطات الإقليمية بعد سنوات من العيش وسط المذلة والمهانة إلى حل جذري تحت إشراف مباشر لعامل إقليم إنزكان أيت ملول حيث تم التوصل إلى صيغة تفاوضية تعويضية تمت بين السلطات الإقليمية ومختلف المسؤولين مع الساكنة.

فبعد سنوات من التفاوض تم التوافق على هدم هذه الأبنية العشوائية التي نبتت في عز ما سمي ب” الربيع العربي” مقابل استفادتهم من مشروع اجتماعي بمنطقة تالعينت بالقليعة، مشروع سيضمن لأزيد من أربعمائة ساكنة الاستقرار والعيش في مكان نقي منظم يضمن الكرامة الانسانية.
وقد لقيت عملية الهدم استحسان ساكنة إنزكان لأنها تمت بأسلوب حضاري بني على التوافق والإقناع عوض استعراض القوة العمومية وإخراج الاسر بالقوة من المساكين.
وكان القاطنون بهذا المكان قضوا اتنى عشر سنة في مكان تنعدم فيه كل شروط الإنسانية بدون ماء ولا كهرباء، وبدون وثائق هوية بعدما اقتنوا هذه البقع من اللوبي الذي استغل الوضع الأمني العالمي وعمد إلى بنائها تحت جنح الظلام مستغلين تهافت الطبقة السياسية المحلية على حصد الأصوات ومراكمة الثروات وانشغال السلطات بالوضع الأمني.
فعانى السكان الأمرين من هذا الاختيار الخاطئ ونظموا خلال مدة إقامتهم المهينة احتجاجات يطالبون فيها بإدخال الماء والكهرباء وتمكينهم من وثائق هويتهم.
وبتهديم حي بوجديك تكون السلطات الإقليمية أزاجت حزاما أسود يحيط بإنزكان من الجهة البحرية.
وتقوم السلطات بتنفيذ هاته العمليات وفق برنامج زمني يتم فيه اولا اخلاء الساكنة المعنية والتي انخرطت في المبادرة التي تقودها السلطة بشكل تشاركي ومضبوط.