هوة الخلافات بين ألمانيا وفرنسا تتسع يوما بعد آخر

بدأت الخلافات الفرنسية الألمانية تظهر يوما بعد اخر، وتشتد مع استمرار الحرب بين روسيا واوكرانيا والازمة الطاقية في اوربا، و ظهر خلاف الماني فرنسي، خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل في 19 أكتوبر الماضي، عندما قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للصحفيين، إن برلين تخاطر “بعزل نفسها” في أوروبا، وحثها على إبداء “تضامن” أوروبي في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة، والخلافات مستمرة في قمة 20.

وعلى الرغم من أن المستشار الالماني أولاف شولتس، أكد أنه لا يشعر بالعزلة “بأي شكل من الأشكال”، فإن البلدين كانا على طرفي نقيض في نقاش حاد حول ما إذا كان سيتم فرض حد أقصى لأسعار الغاز على مستوى الاتحاد الأوروبي. وتتابعت الخلافات لاحقاً حول أنظمة الدفاع الجوي والعلاقات مع الصين وغيرها.

وأقر وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، بأن العلاقات مع ألمانيا كانت “صعبة” وتتطلب “إعادة ضبط”. وقبيل قمة الاتحاد الأوروبي السابقة، أكد لومير أن “الحرب في أوكرانيا ومسألة الغاز والطاقة وقضية الصين، يجب أن تقودنا إلى إعادة تحديد استراتيجية للعلاقات الفرنسية – الألمانية”. وتعكس تلك التصريحات خللاً واضحاً في العلاقات بين البلدين، من شأنه أن يهدد استقرار الاتحاد الأوروبي بأكمله؛ لكونهما أكبر قوتين اقتصاديتين تقودان الاتحاد.

ويمكن توضيح أبرز القضايا الخلافية بين باريس وبرلين عبر استعراض وجهتي نظر البلدين في بعض الملفات لمعرفة مداها وحدود تأثيرها مستقبلاً، وذلك من خلال النقاط التالية:

1- أزمة الطاقة: يتمحور الخلاف في هذا الملف حول ثلاثة أمور، الأول معارضة ألمانيا لتحديد سقف لأسعار الغاز خوفاً من نقص الإمدادات، على عكس معظم دول الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتها فرنسا.

والأمر الثاني يرتبط بإطلاق الحكومة الألمانية، في 21 أكتوبر الماضي، برنامجاً بقيمة 200 مليار يورو للتخفيف من الأعباء الناجمة عن ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء على المواطنين والشركات بها، وهو ما اعتبرته دول التكتل الأوروبي، وعلى رأسها فرنسا، أنه سيؤثر على المنافسة، لأن بقية الدول لا يمكنها إطلاق برنامج بهذا الحجم، متهمين ألمانيا بأنها تسلك “مساراً منفرداً” في أزمة الطاقة، أو “تعزل نفسها”، وفقاً لتعبير ماكرون.

والأمر الثالث يتعلق بإعلان فرنسا تعزيز التعاون مع البرتغال وإسبانيا لبناء خط جديد لنقل الهيدروجين، وفي حالات الطوارئ الغاز أيضاً، بين برشلونة ومارسيليا، وهو ما سيكون بديلاً لخطط بناء أنبوب لنقل الغاز بين إسبانيا وفرنسا عبر جبال البرنيه، الذي كانت تفضِّله ألمانيا.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬248