حزب التقدم والاشتراكية يعقد دورته العادية السادسة للجنة المركزية وبنعبد الله يقصف الحكومة

الرأي24

خلال اجتماع الدورة العادية السادسة للجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية اليوم الأحد 7 فبراير2021،قدم محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام للحزب تقريرا باسم المكتب السياسي والذي لامس فيه مختلف القضايا الوطنية والدولية والمتغيرات التي عرفتها خلال هذه الفترة العصيبة التي تمر منها البشرية في ظل جائحة كورونا والتحديات والرهانات الكبرى التي يعرفها المغرب على مختلف المستويات .
وأوضح نبيل بنعبد الله أن الحزب يشيد بمبادرات الملك محمد السادس الذي أمر باتخاذ عدد من التدابير خلال مرحلة الجائحة لتطويق الأمر على المستوى الصحي و الاقتصادي والاجتماعي أهمها ملف تعميم التغطية الاجتماعية.
وبخصوص الاستحقاقات المقبلة فقد أكد الأمين العام لحزب الكتاب، حرصَ حزبه على تحقيق التقدم الضروري على درب إقرار المناصفة. و ضمان تغطية انتخابية واسعة ووازنة ونوعية، في كل الدوائر وجميع الجماعات، بدون أي استثناء، ومن غير أي تهاون”. وفي نفس الوقت تمكين الجالية المغربية من التمثيلية في البرلمان على وجه التحديد، من خلال دوائر تشريعية في بلدان الاستقبال، أو عبر تخصيص مقاعد لهم في إطار لوائح وطنية أو جهوية.
هدا ووجه نبيل بنعبد الله انتقادات لاذعة الى الحكومة ووصفها بحكومة “منتصف الليل” مشيرا إلى أن “التدابير الإيجابية التي اتخذتها لجنة اليقظة الاقتصادية تؤكد غيابَ مؤسسة الحكومة عن الاضطلاع بأدوارها الدستورية ومسؤولياتها السياسية كاملةً”.
وأضاف: “لن تستقيم أي تدابير في أفق التحضير للانتخابات القادمة دون عمل الحكومة على توسيع فضاء الحريات الفردية والجماعية، وتكريس حقوق الإنسان، واحتضان تعبيرات الرأي على اختلافها في إطار احترامها للدستور والقانون، وضمان شروط ممارسة إعلامية تقوم على الحرية والمسؤولية”
وبخصوص قضية وحدتنا الترابية، فقال بنعبد الله أنها شهدت في الفترة الأخيرة، تطورات إيجابية، بفضل المُبادرات الحكيمة والمِقدامة لجلالة الملك، والمُدَعَّمَة بثبات شعبنا على صيانة وحدته الترابية. ولا ريب في أنَّ أهم التطورات تجلت في الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء. وهو ما نعتبره مُـنعطفاً هاما جدا، له ما بعده بالنسبة لقضيتنا الأولى، بالنظر إلى دور ومكانة الولايات المتحدة على الصعيد العالمي وعلى مستوى مجلس الأمن.
ويأتي الاعترافُ الأمريكي بمغربية الصحراء “يضيف بنعبد الله” في سياقٍ يتعاظم فيه الوعي الدولي بعدالة قضيتنا الوطنية، وبالمخاطر والتهديدات الإقليمية والدولية التي تشكلها الطروحات الانفصالية، وتزايد عدد البلدان الداعمة لموقف بلادنا؛ وأيضاً المقاربة البناءة التي بات يعتمدها الاتحاد الإفريقي حُــيَــال هذا النزاع المفتعل، كثمرة طبيعية لاستعادة بلادنا مكانَتَهَا ضمن بيتها الإفريقي؛ بالإضافة إلى تأكيدات مقررات الأمم المتحدة على معايير الحل السياسي المتوافِقة تماما مع مُبادرة الحكم الذاتي، وعلى مسؤولية الجزائر كطرفٍ مُباشر في النزاع المُصطنع.
وقد ظهرت، بالخصوص، كل المؤشرات الإيجابية لهذا السياق، بجلاء، على إثر عملية الكركارات التي نَـــفَّـــذتها قواتُــنا المسلحة المَلكية الباسلة التي نتوجه إليها بالتحية العالية، وذلك بأمرٍ سامٍ مِن قائدها الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة جلالة الملك محمد السادس. وهي العملية التي جسدت نهج بلادنا المتميز بالحكمة والصرامة، وأحبطتْ محاولات تغيير الوضع بالمنطقة، وحظيت بمُباركةٍ دولية واسعة.
نبيل بنعبد الله : ثابتون على موقف دعم كافة حقوق الشعب الفلسطيني
في سياق التطورات الإيجابية لقضية وحدتنا الترابية، تأتي الخطوات الانفتاحية لبلادنا إزاء إسرائيل، على أساس فتح مكتب للاتصال، وتدشين علاقات ثنائية في مجالات مختلفة.
بهذا الصدد، وفي نفس لحظة الإقرار الأمريكي بمغربية الصحراء، كان هناك الاتصال الهاتفي ذو الدلالات العميقة، والذي أجراه جلالة الملك مع السيد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث حَــمَــلَ هذا الاتصال تأكيدا قويا على أن القضية الفلسطينية ستظل بالنسبة للمغرب، مَــلِكًا وحكومةً وشعباً، في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وعلى أن بلادنا ستواصل دعمها الثابت لنضالات الشعب الفلسطيني من أجل إقرار كافة حقوقه الوطنية المشروعة، على أساس التفاوض السياسي المُثمر، وحل الدولتين، مع ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص لمدينة القدس الشريف.
وهو نفس الموقف الذي يتبناه حزب التقدم و الاشتراكية، على أساس أن تُوَجَّـــهَ الخطواتُ الانفتاحية المذكورة نحو ثني إسرائيل عن انتهاكاتها للحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة، ونحو تَحَـــوُّلِــهَا إلى دولةٍ عادية تحترم القانون الدولي والمشروعية الدولية وكرامة الإنسان، وتتخلى عن مواقفها العدوانية وسياساتها الاستيطانية، وعن احتلالها لأراضي الدول العربية المُجاورة.
تجدر الإشارة، هنا، لا سيما بالنسبة لمن لا يقدر هذه التطورات حق قدرها، إلى أن القضية الفلسطينية تُعتبر، في مرجعيتنا الحزبية، قضية تحرر وطني حظيت على الدوام بدعم الحزب الكامل، تماماً مثلما هو الشأن بالنسبة للكفاح من أجل الوحدة الترابية لبلادنا. وذلك منذ ما قبل الاستقلال، وإلى حدود يومنا هذا.
ولذلك، يُجسد بالنسبة إلى الحزب الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء نقطة تحول أساسية. وتمنى بنعبد الله أن تساعد العلاقاتُ الجديدة بين بلادنا وإسرائيل في إحداث زخمٍ من التطورات الإيجابية المماثلة بالنسبة لقضية الشعب الفلسطيني الشقيق.
في هذا السياق، يؤكد حزب الكتاب على مواصلة دفاعه المستميت على قضية وحدتنا الترابية، في إطار الإجماع الوطني، مع ما يستلزمه ذلك من ضرورة التمتين المتواصل للجبهة الداخلية التي تتطلب نَفَساً ديموقراطيا أقوى، ونموذجا تنمويا بديلاً يكفل النهوض بالأوضاع العامة لوطننا وشعبنا على جميع المستويات، بما يضمن الطي النهائي لهذا الملف على أساس مبادرة الحكم الذاتي. وذلك دون الاكتراث بالمزايدات والتهديدات الواهية التي تُصْــدِرُهَا بعضُ الأوساط الجزائرية، في تعبيرٍ صارخٍ عن فشل مناوراتها المعادية للمغرب.
وبنفس العزم، يؤكد حزب الكتاب على ثباته في التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق، وعلى مواصلة مساندته، لكافة حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها الحق في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحق عودة كافة اللاجئين.
وذكر بنعبد الله بأن حزبه ، وإسهاماً منه في الترافع الدولي حول قضيتنا الوطنية الأولى وحول القضية الفلسطينية، بادر إلى بعث رسالة تفسيرية أولى إلى الأحزاب اليسارية عبر العالَم في شأن عملية الكركارات، ورسالة توضيحية ثانية بخصوص تطورات قضية الصحراء المغربية وعلاقة بلادنا بالقضية الفلسطينية.
و بخصوص إقرار جلالة الملك لمجانية التلقيح، بأفق بلوغ المناعة الجماعية ضد الفيروس،فقال بنعبد الله أنه يعكس اهتمام جلالة الملك نصره الله بأسرته الكبيرة المتمثلة في الشعب المغربي.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬246