الرأي24/لمياء باها
يزخر إقليم اشتوكة ايت باها، الذي يعتبر ملاذا للهدوء والاصطياف على مشارف المحيط الأطلسي وصرحا دوليا متميزا يعنى بالسياحة الثقافية والبيئة المسؤولة، بمؤهلات غنية ومتنوعة تبشر بمستقبل واعد لهذه المدينة،بتوفره على 23 مخزنا جماعيا (إيكودار)، بالإضافة إلى الأسوار التاريخية بمنطقة ماسة، التي تعود إلى القرن الحادي عشر، وموروث طبيعي تؤثثه شجرة أركان والواحات والحيوانات والطيور النادرة.
الحديث عن المؤهلات السياحية بإقليم اشتوكة آيت باها لا يمكن أن يفصل مناطقه السهلية عن الجبلية، إذ تتكامل تلك المعطيات لتُخرج منتوجا سياحيا متنوعا، يجمع كل مقوّمات التميّز، على الأقل بجهة سوس ماسة، فما يتوفر في السهل من شواطئ ممتدة ونظيفة، إلى جانب منتزه وطني، يشكّل محمية طبيعية تضم العديد من النباتات والحيوانات البرية والداجنة، منها ما هو محسوب في عداد المنقرض، ويتكامل مع الطبيعة التضاريسية الجبلية، التي أفرزت واحات أكسبتها أشجار النخيل والزيتون وغيرهما، والمياه المتدفقة من المنابع المائية دائمة الجريان، قوة جذب استثنائية.
وإذا كان إقليم اشتوكة آيت باها يساهم في تحقيق الأمن الغذائي وفرص شغل مهمة لشريحة واسعة من أبناء المنطقة، والوافدين عليه من مختلف مناطق المغرب، لمكانته الزراعية ضمن النسيج الاقتصادي الوطني، فإن مؤهلاته السياحية المتنوعة من شأنها أن تشكل إضافة نوعية، ومجالا لتطوير الاقتصاد المحلي إذا تم استثمارها بالشكل المطلوب، واستغلالها لأجل إشعاع الإقليم، وخلق فرص عمل لشريحة واسعة من الساكنة المحلية، التي اختارت الاستقرار بالمنطقة، لاسيما بالمجال الجبلي.
ضمن المعطيات السياحية غاية الأهمية، التي يتوفر عليها إقليم اشتوكة آيت باها، شريطه الساحلي الممتد على طول 42 كيلومترا. وتوجد على هذا الامتداد شواطئ تُتيح إمكانيات متنوعة، تجمع بين الاستجمام والصيد بالصنارة، وممارسة الرياضات المائية، والاستمتاع بخصوصية هذه الشواطئ المتجلية في صخورها وقربها من مختلف المحاور الطرقية الوطنية والجهوية. كما أن بعض هذه الشواطئ تتوفر فيها فضاءات للاستقبال والإيواء ومطاعم للأكلات الشعبية المحلية، فـ”سيدي الطوال”، “تكاض”، “تفنيت”، “الدويرة”، “سيدي الرباط”، سيدي وساي”، و”سيدي بولفضايل”.. كلها شواطئ تمتاز بجودة مياه السباحة وتعدد إمكانياتها، التي يُمكن أن تشكل عناصر جذب للسياح المغاربة والأجانب.
وفي جبال اشتوكة آيت باها تستقطب المسالك الجبلية الكثيرة بالإقليم عددا من الأجانب والرياضيين، وعشاق الجولات السياحية، سواء على الأقدام أو الدراجات الهوائية أو بواسطة الدواب (سياحة العبور). كما تنشط بها عدة جمعيات في مجال القنص، وهي وجهة مفضلة لهواة هذه الرياضة، مغاربة وأجانب، لما يتوفر في المجال الغابوي لأركان من “وحيش” يستهوي هؤلاء. كما تُتيح هذه المناطق إمكانيات لزيارة واحات تاركا نتوشكا، تكوشت، وآيت موسى، والاطلاع على العادات المحلية، واقتناء المنتجات المحلية الطبيعية كزيت أركان والعسل، والمنتوجات اليدوية المختلفة من ألبسة وغيرها.
طموح وعمل متواصل لتسويق المؤهلات السياحية بالإقليم
يشتغل المجلس الإقليمي للسياحة باشتوكة أيت باها على خطة شاملة، للتعريف بما تزخر به المنطقة من تنوع في العرض السياحي، وتعزيز حضور المناطق السياحية المتعددة باشتوكة كوجهات سياحية قادرة على الإستقطاب، حيث أكد أحمد أوصياد، رئيس المجلس الإقليمي للسياحة باشتوكة آيت باها، في تصريح لجريدة “الرأي24” على أن بالرغم من الاكراهات التي واجهها القطاع بسبب جائحة كورونا والتي قطعت فيه المغرب أشواطا هامة للقضاء عليه وذلك بفضل الإجراءات الاستباقية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،“فبرنامج العمل الذي يشتغل عليه المجلس، وهو من الأولويات، هو وضع خطة عمل من أجل التعريف بالمنطقة ومنتوجها السياحي المتنوع، وهو التوجه الذي تشاطرنا فيه السلطات الإقليمية، وعدد من الشركاء، وهو تفاعل من الممكن إستغلاله من أجل ضخ دماء جديدة في الحركية السياحية بالإقليم، رغبتنا أكيدة، بمعية السلطات الإقليمية وكافة شركائنا، في إستثمار هذه المؤهلات، حتى يكون القطاع، مجالا لتسويق صورة مُثلى عن الإقليم، وإنعاش الحركة الإقتصادية المحلية، وإبراز المؤهلات الثقافية والطبيعية والإيكولوجية لهذه المنطقة”.
ويرى أوصياد أن “قطاع السياحة، بالنظر إلى أدواره المختلفة في خلق فرص الشغل والترويج للإقليم، لا يزال يُعاني من معيقات متعددة، على الرغم من التنوع الذي يُميزه باشتوكة آيت باها، والذي يظل غير متوفر في العديد من الأقاليم، لكن رغبتنا أكيدة، بمعية السلطات الإقليمية وكافة شركائنا، في استثمار هذه المؤهلات، حتى يكون القطاع مجالا لتسويق صورة مثلى عن الإقليم، وإنعاش الحركة الاقتصادية المحلية، وإبراز المؤهلات الثقافية والطبيعية والإيكولوجية لهذه المنطقة”.