يعيش دوار أغبالو بجماعة ماسة حالة من الغليان الشعبي، ففي قلب هذه المنطقة الهادئة، أصبحت الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي هي العنوان الأبرز لمعاناة يومية تلاحق السكان منذ أشهر. الأزمة التي بدأت كإزعاج عابر، تحولت إلى كابوس مستمر يهدد لقمة عيش الحرفيين والتجار، ويزرع اليأس في نفوس الساكنة.
فلا يكاد يمر يوم دون أن يحل الظلام الدامس على دوار أغبالو. آخر هذه الانقطاعات استمر لأكثر من ثلاث ساعات، وهو ما يكفي لإلحاق خسائر مباشرة بمن يعتمدون على الكهرباء في عملهم. لم يعد هذا الأمر مجرد مشكلة خدماتية، بل أصبح عائقًا حقيقيًا أمام التنمية المحلية. التجار والحرفيون، الذين يمثلون شريان الحياة الاقتصادية في المنطقة، يدفعون الثمن الأكبر، فكل ساعة من انقطاع الكهرباء تعني توقفًا في الإنتاج وخسائر مادية لا تعوض.
في ظل هذه المعاناة، يرتفع صوت المواطنين بالأسئلة، وتحديدًا حول دور المنتخبين المحليين. فالمفارقة تكمن في أن دوار أغبالو يُعتبر معقلاً لحزب التجمع الوطني للأحرار، ويقطن بجواره أحد برلمانيي الحزب. يتساءل السكان بمرارة: ما فائدة وجود تمثيل سياسي قوي إذا لم يستطع التدخل لحل مشكلة أساسية كهذه؟ هذا الصمت المطبق من قبل المسؤولين يثير الشكوك حول مدى جدية الشعارات المرفوعة عن التنمية والعدالة المجالية.
المنتخبون يواجهون اليوم اختبارًا حقيقيًا. ففشلهم في الاستجابة لمطلب حيوي وبسيط في معقلهم الانتخابي يضع مصداقيتهم على المحك. الساكنة تشعر بخيبة أمل عميقة، وتعتبر أن هذا التهميش قد يزعزع ثقتهم في الخطاب السياسي برمته. إن حل هذه المشكلة لم يعد مجرد مطلب خدماتي، بل أصبح جزءًا من معركة السكان من أجل الكرامة وتحسين ظروف العيش.
نداء عاجل للتدخل
يطالب سكان دوار أغبالو الجهات المعنية بالتدخل العاجل والفوري. فالأمر يتجاوز مجرد توفير خدمة، بل يتعلق بإعادة الثقة بين المواطن والمنتخب، وضمان استمرارية حياة كريمة. إن توفير خدمة كهرباء مستقرة هو أقل ما يمكن تقديمه لساكنة تحملت الكثير، وتنظر اليوم بعين الشك إلى مستقبل قد يظل في الظلام.