أثارت صورة تُظهر أشخاصًا ملقين على الأرض في ما يبدو أنه مكتب داخل مستشفى الحسن التاني بأكادير ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتُعيد فتح النقاش حول جودة الخدمات الصحية في المراكز الاستشفائية بالمغرب. الصورة، التي لاقت تفاعلاً كبيراً، اعتبرها الكثيرون دليلاً على إهمال الأطقم الطبية و”مأساة” المرضى الذين يُجبرون على افتراش الأرض.
في المقابل، لم تتأخر المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة سوس ماسة في إصدار بيان رسمي لتوضيح ما وصفته بـ”الحقيقة”. البيان، الذي اعتمد على نتائج تحقيق داخلي، أكد أن الصور “مضللة” وتهدف إلى “تشويه سمعة” المؤسسة الصحية. وذهب البيان إلى حد القول إن الأشخاص الظاهرين في الصورة هم ضحايا حادث سير تم استقبالهم وتقديم الإسعافات الأولية لهم على الفور.
تحديات الخدمة في مركز محوري
لا يمكن فهم سياق هذه الحادثة بمعزل عن الدور المحوري الذي يلعبه مستشفى الحسن الثاني. فباعتباره المركز الاستشفائي الجهوي الوحيد، يستقبل المستشفى حالات مرضية معقدة وضحايا حوادث من مختلف مدن وقرى جهة سوس ماسة بأكملها، بما في ذلك أقاليم أكادير، إنزكان، تارودانت، شتوكة آيت باها، وتزنيت… هذا التدفق الكبير للمرضى يزيد من الضغط على الأطقم الطبية التي تعمل في ظروف صعبة، وتجد نفسها في بعض الأحيان أمام تحديات لوجستية في توفير الأسرّة والمساحات الكافية لكل الحالات في نفس الوقت، خاصةً خلال الحالات الطارئة التي تتطلب تدخلاً سريعاً وفورياً.
وفي ظل هذه التحديات، تجدد ساكنة جهة سوس ماسة مطالبها المستمرة من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف الضغط عن مستشفى الحسن الثاني. ويأتي في مقدمة هذه المطالب توفير أطقم طبية وتمريضية كافية تتناسب مع العدد الهائل للمرضى، بالإضافة إلى تزويد المستشفى بأحدث المعدات والأجهزة الطبية، وتأمين عدد كافٍ من الأسرّة في جميع الأقسام، وخصوصاً في قسم المستعجلات. وتؤكد الساكنة أن تحقيق هذه المطالب من شأنه أن يضمن استمرارية جودة الخدمات الصحية ويحفظ كرامة المريض والطاقم الطبي على حد سواء.