رسالة مفتوحة إلى جريدة لوموند

الدكتور عمر حلي

استغربتُ أيما استغراب لما خطته الجريدة المحترمة حول المملكة المغربية في عدد أمس الاحد – الاثنين ،فلوموند التي اطلعنا فيها على الخبر والخبر المضاد، والتي كنا في كثير من الأحيان نتابع ملاحقها التي لم تخل من إبداع وابتكار، تضع نفسها اليوم في خندق الانطباع المُغرض والحكم الجائر على ملك المغرب، ومن تم على الشعب المغربي، فجميل أن تكون مساحة الصحافة نقدية، قائمة على المعطى وعلى التحليل. ولكن لا يمكن إلا أن أستغرب حين تنزلق لوموند إلى دائرة التنجيم التافه والتنبؤات المشوهة.
إن الحكم على الشيء، مهما كان، لا يقوم على الارتجال؛ أما الحكم على دولة بكاملها وعلى عاهل مثل محمد السادس، ملك المغرب، فيحتاج إلى عين ثاقبة، وفكر متوقد، كما يحتاج إلى تتبعٍ لما يجري في المغرب من تحولات يشهد لها الخصوم قبل المقربين، ويقر بها الأعداء قبل الأصدقاء.

فما الخطب؟ كيف لجريدة لوموند أن تتحدث عن صلاة العاهل المغربي وعن لحظة خروجه للاستجمام أمام مواطني البلد، الذين بالمناسبة يفرحهم لقاء ملكهم في كل مرة من المرات. وكيف لك أيتها الجريدة المحترمة أن تسقطي في المساس بحكمٍ دام لقرون بهذه الطريقة المهلهلة؟ وقد كان من الأولى الاستبصار والخروج إلى مدن المملكة وساحاتها لا للسؤال، الذي قد ينير طريقكم، بل لملامسة المنجز الذي ليس في الحقيقة سوى نتيجة حتمية لرفع التحدي، وتذليل الصعاب. وكلما تقدم الزمن زادت الروابط بين شعب المغرب وملكه ترسخا. وإن هذه المحطات الزمنية التي أشرتم إليها ما هي إلا محطات تجسيد لهذه الروابط وليس العكس.

وإنني إذ أستغرب كيف يتم السقوط في هذه الزلات، أدعوكم للتحري، وأنتم أهل له، وأدعوكم للاطلاع، وهذا هو ديدنكم المفروض فيكم، وأدعوكم لزيارة المملكة الشريفة، وخذوا بعين الاعتبار نموها واستقرارها وأدوارها والآمال التي يحملها شعبها بقيادة حكيمة متبصرة لملكه.

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 146

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *