عبد اللطيف وهبي يُعيد وهج تارودانت التاريخية عبر برنامج تنمية غير مسبوق بقيمة 3 ملايير درهم

في خطوة وُصفت بالمفصلية في تاريخ مدينة تارودانت، نجح عبد اللطيف وهبي، بصفته رئيساً للمجلس الجماعي للمدينة، في إحياء الأمل في مستقبل هذه الحاضرة التاريخية التي عانت لعقود من التهميش، بفعل تراكم سنوات من سوء التدبير، والجفاف، والجمود التنموي.

وتمكن وهبي، الذي يشغل أيضاً منصب وزير العدل، من قيادة مفاوضات حاسمة أسفرت عن توقيع اتفاقية تمويل ضخمة لبرنامج التنمية الحضرية لتارودانت، رُصد لها غلاف مالي غير مسبوق قدره 3 مليارات درهم، تمتد للفترة ما بين 2025 و2029، في إطار مشروع متكامل يهدف إلى النهوض بالبنيات التحتية، وتثمين المؤهلات الثقافية، ودعم الجاذبية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة.

اتفاقية بشراكة واسعة
الاتفاقية التي تم التوقيع عليها من قبل 17 جهة ومؤسسة وطنية، تضم قطاعات حكومية ومؤسسات عمومية وجماعات ترابية، تغطي كافة الجوانب اللازمة لتحقيق تحول حضري حقيقي للمدينة، من الدراسات التقنية، إلى الأشغال الكبرى، مروراً بتنفيذ المشاريع التنموية.

ويرى متتبعون أن هذه الاتفاقية ليست مجرد إعلان نوايا، بل خارطة طريق فعلية قد تُخرج مدينة “السعديين” من عنق الزجاجة، خصوصاً أن وهبي استطاع تأمين دعم سياسي ومؤسساتي واسع لتنزيل البرنامج، وهو ما اعتبره البعض نجاحاً سياسياً شخصياً له، بينما أقرّ به خصومه قبل أنصاره بكونه ردّ اعتبار حقيقي للمدينة وسكانها.

تزامن مع اللحظة الانتخابية
وتأتي هذه المبادرة التنموية في وقت حساس من الدورة السياسية الوطنية، حيث بدأت ترتسم ملامح التحضير للانتخابات التشريعية القادمة. وهو ما يجعل من هذا البرنامج رهاناً سياسياً مزدوجاً: من جهة هو ورش تنموي تنتظره الساكنة منذ سنوات، ومن جهة أخرى اختبار حقيقي لقيادة وهبي في تسيير الشأن المحلي بعد سنوات من الانتقادات والوعود المؤجلة.

رهانات على التفعيل والتتبع
ورغم الإشادة الواسعة بالمبادرة، يُجمع الفاعلون بالمدينة على أن التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في توفير التمويل، بل في حسن تنزيل المشاريع وتتبعها ومواكبتها ميدانياً، ضماناً لنجاعتها ووقعها المباشر على حياة المواطنين.

مدينة التاريخ تبحث عن مستقبل
تارودانت، المدينة العتيقة ذات الأسوار والأسواق، والهوية الأمازيغية-العربية العريقة، تستحق فرصة جديدة للنهوض. والكرة الآن في ملعب المجلس الجماعي، بقيادة عبد اللطيف وهبي، ليُثبت أن الخطاب يمكن أن يتحول إلى منجزات، وأن زمن “التدبير العشوائي” قد ولّى، لتحل محله حكامة التنمية ورؤية الإنقاذ.

فهل تنجح تارودانت أخيراً في مغادرة مربع التهميش نحو مستقبل يليق بتاريخها العريق؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

الأخبار ذات الصلة

1 من 768

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *