شهدت جماعة إنشادن بإقليم اشتوكة آيت باها نجاحًا باهرًا في تنظيم وتأمين فعاليات المهرجان الجهوي للتبوريدة والتراث الأمازيغي والتنمية المجالية، الذي انطلق وسط أجواء احتفالية مميزة، ويستمر إلى غاية 24 يوليوز الجاري.
وتحوّلت إنشادن خلال الأيام الأولى من المهرجان إلى قبلة للزوار وعشاق التراث، بفضل تنوع برنامجه، وثراء مكوناته الثقافية والفنية، والتنظيم المحكم الذي أضفى على الحدث إشعاعًا جهويا لافتًا.
تأمين نموذجي… وانخراط جماعي
نجاح هذا العرس التراثي لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة تعبئة شاملة وتنسيق عالي المستوى بين مختلف المتدخلين، في مقدمتهم السلطة المحلية، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، وأعوان السلطة، بالإضافة إلى مسعفي المنظمة المغربية للإغاثة والإنقاذ والتنمية الاجتماعية – فرع اشتوكة آيت باها.
وتمكنت هذه الأجهزة مجتمعة من ضمان انسيابية فقرات المهرجان، وتأمين الفضاءات العمومية، وحماية آلاف الزوار الذين توافدوا على المنطقة، في مشهد عكس روح المسؤولية والانخراط المهني العالي من جميع الأطراف.
تبوريدة حماسية وبرنامج ثقافي ينبض بالهوية
انطلقت فعاليات المهرجان بعروض التبوريدة المغربية التقليدية التي خطفت أنفاس الجمهور، لما حملته من أصالة وتناسق وحرفية عالية في الأداء.
كما يتضمن البرنامج طيلة أيام التظاهرة فقرات فنية وثقافية متنوعة، تبرز غنى التراث الأمازيغي المحلي، وتُعيد الاعتبار للثقافة الشعبية كمكوّن أساسي في تشكيل الهوية الجماعية للمنطقة.
معرض الصناعة التقليدية: إشعاع اقتصادي وهوية متجذرة
إلى جانب عروض الفروسية والفن، احتضنت إنشادن معرضًا خاصًا بالصناعة التقليدية، يمثل نافذة على إبداع الحرفيين المحليين، وفرصة للتعريف بالمنتوجات اليدوية الأصيلة.
وقد شهد حفل الافتتاح حضور رئيس المجلس الإقليمي لاشتوكة آيت باها، وعدد من المنتخبين والفاعلين الجمعويين، الذين عبّروا عن إعجابهم بما تزخر به المنطقة من مواهب وإبداعات.
المعرض استقطب زوارًا من مختلف مناطق المغرب، وساهم في إنعاش الحركة الاقتصادية المحلية، وأعاد التأكيد على أن الصناعة التقليدية ليست فقط تراثًا، بل رافعة للتنمية المجالية، وأداة لترسيخ الهوية وتعزيز الاقتصاد التضامني.
إنشادن: وجهة متجددة للتراث والتنمية
بنجاح هذه الدورة الخامسة، تؤكد جماعة إنشادن مكانتها كفضاء متجدد للاحتفال بالتراث الأمازيغي والتنمية المحلية، وتُبرهن على قدرتها على تنظيم تظاهرات كبرى تجمع بين المتعة والفائدة، والتقاليد والمستقبل.
ويُنتظر أن تعرف باقي أيام المهرجان تنظيم سهرات فنية كبرى، وندوات ثقافية، وسباقات رياضية، إلى جانب لقاءات توعوية وتنموية تستهدف فئات مختلفة من المجتمع المحلي.
مهرجان إنشادن للتبوريدة والتراث الأمازيغي ليس مجرد احتفال موسمي، بل هو ترسيخ لهوية جماعية، وعمل ميداني دؤوب لخدمة التنمية المجالية، وإشراك فعلي للساكنة في دينامية تنموية تقودها الثقافة والاعتزاز بالجذور.