طريق “أماكور أفيان” بتسكدلت.. عقود من الانتظار على هامش التنمية

في قلب التضاريس الوعرة لقبيلة آيت واسو إگيا،تئن طريق “أماكور أفيان” الواقعة بجماعة تسكدلت تحت وطأة التهميش والإهمال، لتظل شاهدة على عقود من العزلة التي طالت ساكنتها. أكثر من 40 عاماً مرت، ولا يزال هذا الشريان الحيوي للمنطقة ينتظر تدخل تنموي يعيد إليه نبض الحياة ويخرجه من ظلام النسيان.

تجسد الصورة المرفقة الواقع القاسي الذي تعيشه الساكنة يوميًا؛ طريق وعرة غير مهيأة، محفوفة بالأحجار المتناثرة ، التي تحوّل أبسط تنقل نحو المدارس أو المراكز الصحية إلى مغامرة حقيقية محفوفة بالمخاطر، لا سيما خلال فصل الشتاء، حيث تزداد الأوضاع سوءًا مع هطول الأمطار وتحول الطريق إلى مجارٍ طينية يصعب اجتيازها.

صغار وكبار، نساء ورجال، يواجهون هذه التحديات كل يوم. فالوصول إلى أقرب مدرسة يتطلب مسيرة شاقة قد تستغرق ساعات، مما يؤثر سلبًا على متابعة الأطفال لدراستهم ويساهم في ظاهرة الهدر المدرسي. وكذلك الحال بالنسبة للحصول على الرعاية الصحية، حيث يصبح نقل المرضى، خاصة الحالات المستعجلة، مهمة شبه مستحيلة، مما يهدد حياة الأفراد ويعمق من معاناة الأهالي.

وعلى الرغم من الوعود المتكررة التي تطلقها الجهات المسؤولة بين الفينة والأخرى، لا تزال هذه المنطقة النائية خارج خريطة الأشغال والإصلاحات. فالصمت يلف الأروقة الرسمية، والأمل يتلاشى تدريجياً في نفوس السكان الذين طال انتظارهم لتحقيق أبسط حقوقهم في الولوج إلى البنيات التحتية الأساسية.

هذا الوضع يطرح تساؤلاً جديًا وملحًا: إلى متى ستظل “أماكور أفيان” تنتظر دورها في التنمية؟ ومتى سيتحقق العدل المجالي الذي كثيراً ما تتغنى به الخطابات الرسمية؟

إن فك العزلة عن هذه المناطق النائية ليس مجرد مطلب اجتماعي محلي، بل هو حق إنساني وتنموي يستوجب استحضار العدالة المجالية في كل برامج التهيئة الترابية والمخططات التنموية. فالتنمية لا يمكن أن تكون شاملة ومستدامة ما لم تشمل جميع فئات المجتمع، ولا سيما تلك التي تعيش في المناطق الهامشية والنائية.

لقد آن الأوان لكي تلتفت الأنظار إلى “أماكور أفيان” وإلى كل الطرق المنسية في ربوع الوطن، لكي تحظى بالاهتمام الذي تستحقه، وكي يتمكن سكانها من العيش بكرامة، وأن يتمتعوا بحقوقهم كاملة في التعليم والصحة والتنقل الآمن. فالطرق المعبدة هي شريان الحياة، وهي مفتاح التنمية والتقدم في كل المجتمعات.

الأخبار ذات الصلة

1 من 752

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *