في خطوة تُعزز الأمن المائي وتُعالج شح المياه في المناطق الجبلية بإقليم اشتوكة أيت باها، انطلقت اليوم الخميس 31 اكتوبر 2024 أعمال إنشاء سد إداوكنضيف، بهدف توفير المياه اللازمة لسكان المنطقة والقرى المجاورة، حيث يتطلع المشروع للمساهمة في مواجهة تحديات ندرة المياه المتزايدة، وضمان احتياجات الساكنة والأنشطة الفلاحية من هذه المادة الحيوية.
يشكل سد إداوكنضيف، الذي يأتي ضمن استراتيجية وطنية متكاملة للماء يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نموذجًا حديثًا للبنية التحتية المائية التي تسعى إلى حماية المغرب من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، وعلى رأسها ندرة الموارد المائية. وقد تم تصميم المشروع لتلبية احتياجات سكان المنطقة من المياه، بالإضافة إلى تخفيف الضغط على المناطق المجاورة وضمان استدامة الموارد المائية فيها، وذلك عبر تطوير إمكانيات التخزين والاحتفاظ بالمياه لفترات أطول، ما يساهم في تعزيز مرونة المنطقة في مواجهة فترات الجفاف التي يعرفها الإقليم.
أبعاد تنموية واعدة
إلى جانب دوره الحيوي في تأمين الموارد المائية، يحمل سد إداوكنضيف أبعادًا تنموية بارزة، حيث يُتوقع أن يخلق فرصًا متعددة للشغل خلال فترة تشييده، ما سيساهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية لأبناء المنطقة ويدعم الاقتصاد المحلي. وسيتيح المشروع للعمال المحليين فرصًا للعمل والمشاركة في تحقيق تنمية شاملة ومتوازنة، مما يعزز من روح الانتماء والتعاون بين الساكنة ويساهم في تحريك عجلة الاقتصاد بالمنطقة.
السكان يثمنون المشروع ودور السلطات المحلية
وقد لاقى هذا المشروع الترحيب الواسع من قبل سكان إداوكنضيف الذين أعربوا عن امتنانهم للسلطات المحلية، وعلى رأسها عامل الإقليم السيد جمال خلوق، الذي كان له دور فعّال في الترافع عن المشروع وتوفير الدعم اللازم لضمان تنفيذه على أرض الواقع. ورأى سكان المنطقة في سد إداوكنضيف بارقة أمل تعيد الطمأنينة إلى نفوسهم وتضمن لهم استقرارًا مائيًا يواجه متطلبات حياتهم اليومية، خصوصًا مع التحديات المناخية المتزايدة التي تهدد العديد من القرى بالمغرب.
دعم استراتيجي للاستدامة المائية
يأتي سد إداوكنضيف كجزء من سلسلة مشاريع ضمن الاستراتيجية الوطنية للماء، التي تُركز على بناء سدود جديدة وتقوية المنشآت الحالية لتحسين توزيع الموارد المائية في جميع أنحاء البلاد. وتهدف هذه المشاريع إلى تعزيز الاستدامة المائية، وتوفير الأمن المائي للمجتمعات التي تعتمد على الفلاحة وتربية المواشي بشكل كبير.
يؤكد إطلاق هذا السد حرص المغرب على مواجهة التحديات المائية والتكيف مع التحولات المناخية التي تزيد من تعقيد الظروف البيئية. كما يعكس الالتزام الوطني بضمان الأمن المائي وتعزيز التنمية الشاملة لمختلف جهات المملكة، مما يُعد خطوة واعدة نحو تحقيق الاستقرار والاستدامة في المغرب.
A.Boutbaoucht