أكد جلالة الملك محمد السادس اليوم ، أن فاجعة الزلزال أثارت إنتصار القيم النبيلة الأصيلة التي مكنت بلادنا من تجاوز المحن والأزمات والتي تجعلنا دائما أكثر قوة وعزما على مواصلة مسارنا بكل ثقة وتفائل.
وقال جلالة الملك في خطاب افتتاح البرلمان ، اليوم الجمعة، أن “تلك هي الروح والقيم النبيلة التي تسري في عروقنا جميعا والتي نعتبرها الركيزة الأساسية لوحدة وتماسك المجتمع المغربي وهي قيم وطنية جامعة كرسها دستور المملكة وتشمل كل مكونات الهوية المغربية الأصيلة في إنفتاح وإنسجام مع القيم الكونية”.
وأخص بالذكر هنا، يضيف الملك، القيم المؤسسة للهوية الوطنية الموحدة أولا القيم الدينية والروحية وفي مقدمتها قيم الإسلام السني المالكي القائم على إمارة المؤمنين الذي يدعو إلى الوسطية والإعتدال والإنفتاح على الأخر والتسامح والتعايش بين مختلف الديانات والحضارات، وهو مايجعل المغرب نموذج في العيش المشترك بين المغاربة المسلمين واليهود وفي إحترام الديانات والثقافات الأخرى”.
ثانيا، يؤكد ، جلالة الملك القيم الوطنية التي اسست للأمة المغربية والقائمة على الملكية التي تحظى بإجماع المغاربة والتي وحدت بين كل مكونات الشعب المغربي وعمادها التلاحم القوي ووالبيعة المتبادلة بين العرش والشعب، كما يعد حب الوطن والإجماع حول الوحدة الوطنية والترابية من ثوابت المغرب العريقة التي توحد المغاربة والتي تشكل الإطار الذي يجمع كل روافد الهوية الوطنية الموحدة الغنية بتنوعها”.
واضاف جلالة الملك أن العنصر الثالث يتمثل في “قيم التضامن والتماسك الإجتماعي بين الفئات والجهات التي جعلت المجتمع المغربي كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا”.
ودعا جلالة الملك إلى “المواصلة بالتشبث بهذه القيم اعتبارا لدورها في ترسيخ وتحصين الكرامة الإنسانية وتعزيز العدالة الإجتماعية، وخاصة في ظل ما يعرفه العالم من تحولات عميقة ومتسارعة أدت إلى تراجع ملحوظ في منظومة القيم والمرجعيات والتخلي عنها أحيانا”.