إن المتتبع للشأن التربوي المغربي يجد نفسه أمام مجموعة من القضايا المستعصية والمتداخلة فيما بينها ولعل أبرزها: العنف داخل المؤسسات التعليمية وفي محيطها، حيث أصبحت حوادث الاعتداءات المتكررة على الأساتذة داخل الحجرات الدراسية وخارجها تطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى توفر الظروف والشروط المناسبة لمزاولة مهنة التدريس من طرف المدرسين.

الاعتداء على أستاذة يخرج أساتذة للاحتجاج بمولاي يعقوب :
لقد تعددت حالات العنف ضد الأساتذة، ففي غضون أشهر قليلة تم رصد عدة فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي اخرها شريط الفيديو انتشر بشكل مهول يبين أم تلميذ تقتحم مؤسسة تعليمية بجماعة عين الشقف التابعة لمديرية مولاي يعقوب وتعتدي على أستاذة بالركل والرفس والسحل،توجب معه نقلها على وجه السرعة الى مستشفى الحسن الثاني بفاس.

أسباب الاعتداء على رجال التعليم:
الضغط والتوتر: يواجه اباء واولياء التلاميذ ضغوطًا كبيرة لضمان تحصيل أبنائهم للتعليم الجيد. قد يكون هذا الضغط مصدر توتر شديد يؤدي إلى تفاقم الصراعات مع المعلمين.
عدم فهم الدور: قد يكون هناك عدم فهم لدور المعلمين والمعلمات في تطوير وتعليم الأطفال. يمكن لهذا الفهم الضبابي أن يؤدي إلى نقص في احترام مهنة التعليم.
المشكلات الاقتصادية والاجتماعية: قد تنعكس المشكلات الاقتصادية والاجتماعية على سلوك الأهالي وتفاعلهم مع المدرسة. البطالة والضغوط المالية يمكن أن تزيد من التوتر والغضب.
حلول لمواجهة هذه الظاهرة:
برامج التوعية والتثقيف: يجب تنظيم حملات توعية دورية لأولياء الأمور لشرح دور المعلمين وأهميتهم في تطوير مستقبل أطفالهم.
تقدير مهنة التعليم: يجب أن يعزز المجتمع مهنة التعليم وتقدير المعلمين والمعلمات عن طريق توفير المكافآت والتقدير لجهودهم.
التعاون بين المدرسة والأهالي: يجب تشجيع التواصل الدوري بين المدرسة وأولياء الأمور من خلال اجتماعات مفتوحة ومحادثات بناءة.
تقديم دعم نفسي واجتماعي: يمكن توفير خدمات دعم نفسي واجتماعي لآباء وأولياء التلاميذ لمساعدتهم في التعامل مع الضغوط النفسية والاجتماعية.
تشديد العقوبات: يجب أن تكون هناك عقوبات صارمة لأولئك الذين يلجأون إلى الاعتداء على رجال ونساء التعليم، مما يعزز من الردع.
في النهاية، يجب أن نتذكر أن التعليم هو عملية تعاونية تستلزم تعاون الجميع – المعلمين وأولياء الأمور – من أجل تحقيق نجاح الأطفال. لان توفير بيئة آمنة ومحترمة في المدرسة يعزز من فعالية عملية التعلم ويساهم في تطوير مجتمع أفضل للجميع.
A.Boutbaoucht