لم تكن ليلة أمس كأي ليلة عادية في منطقة توسوس بجماعة بلفاع، إذ اندلع حريق مهول في مطرح النفايات الفلاحية العشوائي، مخلفًا وراءه آثار الدمار والخراب. وبينما تمكنت السلطات المحلية وفرق الدرك والوقاية المدنية من السيطرة على الحريق، إلا أن المشهد المروع يجعلنا نتساءل مجددًا عن تداعيات وخطورة تلك المطارح العشوائية للنفايات الفلاحية.
منذ سنوات طويلة، تُركت تلك المطارح تتراكم دون رقابة أو إدارة، مما أدى إلى تحولها إلى قنابل ملتهبة تنذر بالخطر الدائم. فالنفايات الفلاحية التي يتم تجميعها في تلك المناطق تتفاعل مع العوامل الجوية وتصبح مادة قابلة للاشتعال بسهولة، مما يجعلها مصدرًا محتملاً للحرائق التي تلحق الضرر بالبيئة والمجتمع المحلي.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تستمر تلك المطارح العشوائية في الوجود دون تدخل فعال؟ الإهمال البيئي وعدم وجود استراتيجيات فعالة لإدارة النفايات هما العاملان الرئيسيان وراء هذه المشكلة المتفاقمة. إن عدم وجود مرافق مناسبة للتخلص من النفايات الفلاحية يضع الساكنة في خطر مستمر، ويجعل المجتمع عرضة لكوارث بيئية وصحية لا يمكن تجاوزها.
ينبغي على السلطات المحلية والمنتخبين أن يضعوا هذه القضية على رأس أجندتهم الاستراتيجية. يجب أن تتخذ خطوات جدية للتصدي لهذا الإشكال البيئي الخطير. من الممكن توجيه جهود لتوعية الفلاحين بأهمية التخلص الصحيح من النفايات الفلاحية وتبني سياسات تشجع على الحد من استخدام المواد القابلة للتلويث.
في الختام، يجب أن نتعامل مع هذه الأزمة بجدية قصوى. إن لم نتحرك الآن، فقد نكون عرضة لمزيد من الحرائق المدمرة والآثار البيئية المترتبة عليها. ينبغي أن نعمل سويًا كمجتمع للحفاظ على بيئتنا وضمان سلامتها للأجيال القادمة.
A.Boutbaoucht