عاشت منطقة سوس ماسة الأسبوع الماضي أياما عصيبة بسبب موجة حرارة قياسية إجتاحت المنطقة.
هذا وناشد المهنيون وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية للتدخل وجرد الخسائر التي ألحقتها هذه الموجة بقطاع الزراعة. الجمعيات الزراعية أبفيل وأمكوم أشارتا في بيان مشترك إلى أهمية تقديم الدعم العاجل للمنتجين الذين تأثروا بشدة بالحرارة القاسية.
موجة الحرارة التي ضربت المنطقة كانت مصحوبة برياح لاهبة وعواصف قوية، وقد أثرت على جميع الزراعات بما في ذلك الخضر والفواكه. للأسف، أتت هذه الموجة في وقت غير مناسب حيث كان المزارعون قد بدأوا في غرس الخضروات والفواكه تحت البيوت المغطاة لضمان الإنتاج المبكر، وقد تسببت الحرارة الشديدة في تدمير الأغراس الفتية وتأثيرها على الإنتاج.
وفي هذا السياق، طالبت الجمعيتان الوزارة بوضع برنامج تأمين ضد الآفات الزراعية، واعتبار الاضطرابات المناخية عاملاً هيكلياً في برامج تنمية سلسلة الإنتاج الزراعي. كما أكدتا أن المزارعين مستعدون لاستبدال الأغراس المتضررة بأغراس جديدة، إذا توفرت الشروط الملائمة.
لاسيما أن المغرب شهد رقماً قياسياً جديداً في درجات الحرارة، حيث وصلت إلى 50.4 درجة مئوية في منطقة أكادير – إنزكان. هذه الدرجة الحرارية هي الأولى في تاريخ المملكة التي تجاوزت حاجز الخمسين درجة مئوية، وهو أمر يعكس التغيرات المناخية الجارية.
من المهم أن يتدخل القطاع الحكومي بشكل عاجل لدعم المزارعين وتقديم الحلول اللازمة لمساعدتهم على التعامل مع آثار هذه الموجة الحارة. يجب وضع برامج استثنائية للتعويض عن الخسائر ودعم الإنتاج الزراعي في ظل التحديات المناخية المتزايدة. إن تأمين مستقبل الزراعة يعتبر أمراً ضرورياً لضمان توفر الغذاء واستدامة القطاع الزراعي في المملكة.