في أجواء مليئة بالحماس والحيوية، تحتضن جماعة أركانة بإقليم تارودانت مهرجان “دار العسل”، الذي يعقد في الخامس والسادس من شهر غشت 2023.
يأتي المهرجان هذا العام تحت شعار “شجرة الأركان في مواجهة التغيرات المناخية”، حيث يسعى للتركيز على دور شجرة الأركان المحلية في مواجهة التحديات المناخية التي تواجه العالم.
تهدف فعاليات المهرجان إلى تعزيز التسويق السياحي لمنطقة أركانة وتسليط الضوء على ثروة منتوج العسل الفريدة التي تزخر بها المنطقة، وذلك من خلال فتح أسواق جديدة وتطوير عمل النحالة لتحسين الإنتاج وزيادة الريع الاقتصادي للسكان المحليين.
تتمتع جماعة أركانة بأقدم منحلة جماعية في العالم وهي “منحلة إنزركي”، والتي تعود جذورها إلى أكثر من خمسة قرون من الزمان. تسعى الجماعة من خلال المهرجان إلى التعريف بتراثها الغني وتراث النحالة في المنطقة، وإبراز دورها الحيوي في حفظ بيئة الأركان والتنوع البيولوجي الذي توفره.
ويسعى المهرجان أيضًا إلى تسليط الضوء على الإمكانيات السياحية الهائلة التي تتوفر في المنطقة، وتعزيز قدرتها على استقطاب السياح والزوار من داخل المملكة وخارجها. كما يعمل المهرجان على خلق متنفس للترويح عن النفس لسكان المنطقة وتعزيز التواصل الثقافي بين سكان الجهة وزوارها.
تنظم الفعاليات في إطار المهرجان موائد وندوات فكرية وعلمية تهتم بموضوع التغيرات المناخية وأثرها على بيئة الأركان والعسل، حيث يتم استعراض أحدث الأبحاث والتطورات في هذا المجال. كما يُنظم سهرات فنية تجمع بين الفنانين والموسيقيين المحليين والمدعوين من خارج المنطقة، لتقديم أمسيات ممتعة تعزز الجو الاحتفالي للمهرجان.
تأتي جمهورية بروندي ضيف شرف المهرجان، لتسليط الضوء على الروابط الثقافية والاقتصادية بين الدولتين وتعزيز التبادل الثقافي والسياحي بين الجانبين. تعتبر هذه الزيارة فرصة لتوطيد العلاقات الدبلوماسية وتعميق التفاهم المشترك بين المملكة المغربية وجمهورية بروندي.
في الختام، يظهر مهرجان “دار العسل” بأنه فعالية ثقافية وسياحية هامة تسعى إلى تعزيز الوعي بأهمية حماية البيئة والتنوع البيولوجي ودور الأشجار المحلية في مواجهة التغيرات المناخية. كما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي ودعم مجتمع النحالة والمنتجات التقليدية المحلية، مما يجعله حدثًا مرتقبًا وملهمًا للزوار والمشاركين على حد سواء.
