سجل ملعب “أدرار” بمدينة أكادير أرقاماً قياسية جعلت “عاصمة سوس” تتصدر عناوين الصحف الوطنية والدولية؛ حيث تجاوز الحضور الجماهيري حاجز الـ 100 ألف متفرج خلال المباريات الثلاث التي احتضنتها المدينة. غير أن هذا النجاح الباهر يقف وراءه “جنود خفاء” قد لا ترصدهم عدسات المصورين أو هواة الإحصائيات، لكن بصمتهم كانت واضحة في إنجاح هذا العرس الكروي.

هم عناصر شابة وأخرى متمرسة من رجال الأمن الوطني والقوات المساعدة، الذين سهروا على استتباب النظام وتأمين المتوافدين. وحسب مصادر مطلعة، فقد جرى تسخير حوالي 650 عنصراً من القوات المساعدة (المجموعة 44 للمخزن المتنقل “تيليلة” بأكادير)، بمختلف تشكيلاتها من وحدات راجلة وفرسان.. وذلك تحت إشراف ميداني مباشر للمسؤولين بمختلف رتبهم، الذين حرصوا على تتبع أدق التفاصيل لضمان صورة حضارية تليق بالمؤسسات السيادية المغربية.
لقد نجحت هذه العناصر في التحول من “حماة للأمن العام” إلى “شركاء في الاحتفال”، من خلال تقديم الإرشاد والتوجيه بلباقة وحيوية، نالت إشادة واسعة من الجماهير المحلية والزوار الأجانب على حد سواء.

ولعل المتتبع لمباراة المنتخب المصري ونظيره الجنوب إفريقي، التي شهدت دخول أزيد من 40 ألف متفرج، مع بقاء آلاف آخرين خارج الملعب بعد امتلاء المدرجات، يدرك بجلاء الدور المحوري للسلطات الأمنية في ضبط الأجواء وضمان مناخ احتفالي آمن. هذا المناخ الفريد شاركت فيه جماهير من مختلف الأعمار والجنسيات، من شباب وشيب ونساء وأطفال، في لوحة إنسانية رسمها عشق “المستديرة”.

يُذكر أن مدينة أكادير تشهد أيضاً تجمعات جماهيرية غفيرة بساحات المشجعين (Fan Zones)، التي تسهر على أمنها وراحتها مختلف الفصائل الأمنية، مما يرسم لوحات جميلة ملؤها البهجة. إن هذه النجاحات المتتالية تبعث برسائل قوية للعالم، تؤكد أن المغرب، بشعبه المضياف وكفاءة أجهزته، جاهز تماماً لإبهار العالم في قادم المواعيد الرياضية الكبرى وعلى رأسها كأس العالم.











