جدول أعمال مكثف بإنزكان آيت ملول: العامل الجديد في مواجهة تحديات التنمية الشاملة

شهدت عمالة إنزكان آيت ملول،أمس السبت، تنصيب السيد محمد الزهر عاملاً جديدًا عليها، بإشراف السيد أشرف عز الدين ميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. ولم تكن المناسبة مجرد حفل بروتوكولي، بل كانت بمثابة إطلاق لخارطة طريق واضحة ومكثفة، تستند بشكل مباشر إلى التوجيهات الملكية السامية وخطاب العرش الأخير، كما أوصى بها الوزير ميداوي في كلمته التوجيهية.

يواجه العامل الجديد جدول أعمال حافلاً يهدف إلى إحداث “نقلة حقيقية” في التنمية المجالية والاجتماعية بالعمالة، مرتكزاً على مقاربة مندمجة وتشاركية.

 الأولويات الكبرى: التنمية المجالية والعدالة الاجتماعية
العمل الأول الذي ينتظر السيد محمد الزهر هو الإشراف على إعداد وتصميم جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة. وقد شدد الوزير على ضرورة أن يولي العامل الجديد عناية خاصة لمجموعة من المحاور الأساسية:

تنمية المراكز القروية الصاعدة والمناطق الأكثر هشاشة: وضع هذه المناطق في صلب الانشغالات، تماشياً مع بلاغ المجلس الوزاري الأخير.

الانتقال من المقاربة التقليدية إلى التنمية المجالية المندمجة: تحقيق نقلة نوعية في تأهيل المجالات الترابية وتدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية.

الإجراءات التنفيذية العاجلة:

عقد لقاءات تشاورية مكثفة: عقد لقاءات خلال الأسبوع المقبل مع مختلف الفاعلين المحليين، المنتخبين، المصالح اللاممركزة، القطاعين العام والخاص، والمجتمع المدني، لبلورة مشاريع متكاملة تعكس الحاجات الحقيقية للساكنة وفق نهج تشاركي.

 تحفيز الاستثمار والنهوض الاقتصادي
يحتل البعد الاقتصادي والتنموي مكانة محورية في جدول أعمال العامل الجديد، وذلك عبر اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز جاذبية العمالة:

تبسيط المساطر الإدارية: العمل بجد على تبسيط الإجراءات لدعم الاستثمار وتشجيع المبادرات الخاصة.

تحسين جودة العرض الترابي: العمل على تأهيل الإقليم اقتصادياً واجتماعياً، والحرص على التأسيس لبنيات متكاملة وتثمين المزايا والمؤهلات المجالية.

تدارك العجز الاجتماعي والتشغيل: المساهمة الفعالة في الأنشطة المدرة للدخل والتشغيل الذاتي للشباب، وتقديم كل أشكال المساعدة لهم لإخراج مشاريعهم للوجود من خلال التحاور والتوجيه.

إحداث تغيير ملموس في العقليات: تطبيق ما جاء في الخطاب الملكي السامي بخصوص ضرورة تحديث العقليات في الإدارة والمجتمع.

 الأمن والحضور الميداني: أساس الاستقرار والتنمية
أكد الوزير ميداوي أن الأمن هو “مسؤولية جوهرية” ورافعة أساسية للاستقرار والانتعاش الاقتصادي. لذلك، يضم جدول أعمال العامل الجديد التزامات أمنية وإدارية حاسمة:

الحفاظ على الأمن العام: الوفاء بالالتزامات الأمنية في ظل التحديات القائمة، من المخاطر الإرهابية إلى تعدد أشكال الجريمة وإثارة الشغب في التظاهرات.

الحضور والإنصات الدائم في الميدان: مطالبة العامل وجميع مكونات السلطة العمومية بـالوقوف والحضور الدائم في الميدان.

التفاعل مع المواطنين: الإنصات لحاجيات المواطنين، والإجابة على تظلماتهم، واقتراح الحلول المناسبة لمشاكلهم.

التطبيق السليم للقانون: الحرص على التطبيق السليم للقوانين والمساطر، بما يكرس ثقة المجتمع في مؤسسات الدولة.

 

 يستهل العامل الجديد محمد الزهر مهامه بعمالة إنزكان آيت ملول مثقلاً بتكليف واضح لتحقيق تنمية مجالية شاملة ومندمجة، محورها الإنسان والمجال الهش، ورافعتها الأمن والاستثمار المبسط، وهو ما يتطلب منه وعياً كبيراً بضرورة الشراكة الفعالة وتغيير العقليات التقليدية للإدارة الترابية.

الأخبار ذات الصلة

1 من 1٬100

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *