نقص حاد في كتب “مدارس الريادة” بأيت ملول يُهدد الموسم الدراسي

غياب الجدوى الاقتصادية يدفع أصحاب المكتبات للعزوف عن البيع.. والتلاميذ يدفعون الثمن

تعيش مدينة أيت ملول على وقع أزمة تعليمية جديدة تضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص بين المتعلمين، حيث تعاني عدد من الأسر من ندرة حادة في كتب “مدارس الريادة”، وهو ما تسبب في تعثر تمدرس التلاميذ رغم مرور أسابيع على انطلاق الموسم الدراسي، ما يُنذر بتزايد الفوارق التعليمية داخل الفصول.

هامش ربح “غير مُغرٍ” يُجمّد التوزيع

يرجع السبب الرئيسي لهذه الأزمة، وفق مهنيي القطاع وتجار الكتب، إلى ضعف هامش الربح الذي تمنحه الجهات المسؤولة لتجار وموزعي هذه المقررات الدراسية الجديدة. هذا الوضع جعل العديد من أرباب المكتبات في أيت ملول يعزفون عن بيعها، لغياب الجدوى الاقتصادية وعدم تغطية تكاليف التوزيع والبيع، مفضلين التركيز على الكتب التي تضمن لهم هامش ربح معقولاً.

هذا العزوف التجاري عن تسويق كتب الإصلاح النوعي وضع الأسر في مأزق حقيقي، حيث اضطر بعضهم إلى اللجوء إلى حلول بديلة ومكلفة، مثل تصوير الكتب أو استعارتها بين التلاميذ، مما أثر بشكل مباشر وسلبي على وتيرة التعلم في الأسابيع الأولى من الدراسة.

أساتذة يحذرون وأولياء أمور يطالبون بالتدخل

لم يقتصر التأثير السلبي على التلاميذ والأسر فحسب، بل حذر أساتذة من تزايد الفوارق التعليمية بين المتعلمين الذين توفرت لديهم الكتب في وقت مبكر وبين أقرانهم الذين ما زالوا ينتظرون، مشيرين إلى أن التأخر في حصول التلميذ على أدواته المعرفية يفقده فرصة التعلم المتوازي.

في ظل هذا المشهد المقلق، طالب أولياء الأمور الجهات الوصية بالتدخل العاجل لإنهاء معاناة أبنائهم، مؤكدين على ضرورة إيجاد حل يضمن التوزيع العادل والفعال لهذه المقررات. وتشمل مطالبهم مراجعة شاملة لشروط التسويق لجعلها أكثر جاذبية للمكتبات، أو فتح قنوات بيع وتوزيع بديلة تضمن وصول الكتب مباشرة إلى التلميذ دون تأخير.

اختلالات هيكلية في منظومة التوزيع

ووفقاً لمتابعين للشأن التعليمي، تُبرز الأزمة الراهنة اختلالات هيكلية عميقة في منظومة توزيع الكتب المدرسية، خاصة تلك التي ترافق الإصلاحات التعليمية الجديدة. ويرى هؤلاء أن أي إصلاح تربوي، مهما بلغت أهميته، لا يمكن أن ينجح دون منظومة توزيع سلسة وفعالة تراعي مصالح جميع الأطراف: مصلحة التلميذ في التعلم، ومصلحة الأسرة في التوفير، ومصلحة المكتبات في الاستدامة الاقتصادية.

وفي انتظار التدخل الفعلي للجهات المسؤولة، يبقى مصير العشرات من التلاميذ في أيت ملول معلقاً، ويبقى الموسم الدراسي مهدداً بتعثر قد يصعب تداركه لاحقاً.

الأخبار ذات الصلة

1 من 811

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *