تمكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، من توقيف أحد أخطر بارونات المخدرات المعروف بلقب “ولد الحوات”، بعد عملية رصد وتتبع دقيقين، أسفرت عن الإطاحة به بمدخل ضيعته الفلاحية بضواحي مولاي بوسلهام، حيث تم اعتقاله رفقة سيدة كانت برفقته.
وبحسب ما نشرته الاخبار، فإن العملية الأمنية نفذت بتنسيق محكم بين الفرقة الوطنية وولاية أمن القنيطرة وعناصر الدرك الملكي، حيث جرى تصفيد المشتبه به واقتياده إلى مقر الفرقة الوطنية بالدار البيضاء، مع حجز بندقيتين للصيد ومجموعة من المحجوزات الأخرى ذات الصلة.
وتندرج هذه العملية في إطار حملة أمنية واسعة تشنها مصالح الدرك والشرطة منذ سنتين، أسفرت عن تفكيك شبكات إجرامية متخصصة في الاتجار الدولي بالمخدرات بمنطقة الغرب، خاصة مولاي بوسلهام، التي تعد نقطة سوداء في خريطة التهريب. وشهدت المنطقة خلال الفترة الأخيرة سقوط عدد من البارونات البارزين، من بينهم الملقب بـ”القرع”، الذي أدانته غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة القنيطرة قبل أشهر بـ10 سنوات سجناً نافذاً.
ويعد “ولد الحوات”، الذي ظل يتنقل بسرية بين العرائش ومولاي بوسلهام، من أبرز أعوان “القرع”، حيث كان ينسق معه في عدد من العمليات التهريبية. وقد أفلح في التواري عن الأنظار لفترة طويلة، بالرغم من تضييق الخناق عليه من طرف الأجهزة الأمنية. ويعتقد أنه كان يُدير جزءاً من نشاط الشبكة بتواطؤ مع بارونات صغار وشركاء داخل وخارج المملكة.
وتعود فصول هذه الحملات الأمنية المكثفة إلى أكتوبر من السنة الماضية، حين نجحت القيادة الجهوية للدرك الملكي بالقنيطرة في توقيف أحد أخطر المطلوبين في قضايا المخدرات، بعد ثماني سنوات من الملاحقة، بسبب تورطه في عدة ملفات تتعلق بالاتجار والتهريب الدولي للمخدرات، حيث كان موضوع عشرات مذكرات البحث على المستوى الوطني والدولي، وظل فارا منذ 2016 إلى أن سقط في قبضة كتيبة خاصة من الدرك بمنطقة القصيبية ضواحي القنيطرة.
وأكدت مصادر موثوقة أن “ولد الحوات” يُعد من الأسماء البارزة في شبكات التهريب، وسبق أن ورد اسمه في عدة ملفات وعمليات حجز متعلقة بالمخدرات على مستوى مولاي بوسلهام، الغرب والقنيطرة، إلى جانب “القرع”. وسبق للأمن والدرك أن أفشلا عشرات المحاولات التهريبية التي أثبتت التحقيقات ارتباطها بهذه الشبكة.
وتعتبر هذه الضربات الأمنية المتتالية دليلاً على فعالية المقاربة الأمنية المعتمدة، والتي بدأت تحقق نتائج ملموسة على الأرض، سواء من خلال تفكيك شبكات تهريب أو توقيف بارونات بارزين ظلوا لسنوات في حالة فرار.
