مياه عادمة وغياب المراقبة.. فواكه ملوثة تُباع للمواطنين في وضح النهار بإنزكان”فيديو”

في مشهد صادم يعكس حجم الإهمال الذي تعيشه بعض المرافق الحيوية بمدينة إنزكان، وثّق فيديو متداول صباح اليوم السبت حادثة خطيرة وقعت بالقرب من سوق الجملة للخضر والفواكه، بعدما أدى تدفق المياه العادمة من إحدى البالوعات المتعطلة إلى سقوط كمية كبيرة من فاكهة الشهدية من فوق سيارة نقل “بيكوب”، لتغمرها المياه الملوثة قبل أن يعمد السائق إلى جمعها وإعادتها إلى الصناديق!

الحادثة، التي خلفت موجة من الغضب والاستنكار بين الفاعلين الجمعويين والتجار وسائقي سيارات نقل البضائع، جاءت بعد نداءات استغاثة متكررة وجهت في الأسابيع الماضية إلى مصالح جماعة إنزكان قصد التدخل العاجل لإصلاح البالوعة المذكورة، دون أن تلقى أي تجاوب يُذكر.

وقال عدد من التجار في تصريحات متطابقة إنهم نبّهوا المجلس الجماعي أكثر من مرة إلى خطورة الوضع، خصوصًا وأن المنطقة تعرف حركة دؤوبة للسيارات المحمّلة بالبضائع والمواد الغذائية. وأضاف أحدهم أن “الروائح الكريهة والمياه الملوثة لم تعد تُطاق، لكن لا حياة لمن تنادي”.

الفيديو الذي توصلت به الجريدة يُظهر بوضوح كيف تحوّل المكان إلى بركة من المياه العادمة، قرب سوق يُفترض أن تتوفر فيه شروط السلامة والنظافة، فيما يواصل السائق جمع الفاكهة الملوثة دون أي تدخل من الجهات المعنية.

ويحذر مهنيون في قطاع الصحة من خطر انتقال الأمراض البكتيرية والطفيليات إلى المستهلكين نتيجة تلوث الفواكه بهذه الطريقة، خصوصًا في ظل غياب المراقبة الصارمة لسلسلة التوزيع داخل الأسواق.

وتطرح هذه الواقعة من جديد سؤال المسؤولية والمحاسبة، في ظل غياب واضح لمصالح الجماعة التي يُفترض أن تسهر على صيانة البنية التحتية وتنظيف محيط السوق، خاصة وأن هذه النقطة سبق أن كانت موضوع شكايات وشهادات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي.

فهل تتحرك السلطات هذه المرة لفتح تحقيق عاجل في ما وقع، ومحاسبة المتسببين في هذا الإهمال الفاضح؟ أم أن المواطن سيبقى دائمًا الحلقة الأضعف بين فساد التدبير وغياب الرقابة؟

الأخبار ذات الصلة

1 من 803

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *