سوس ماسة.. النقابة الوطنية للصحة العمومية تكشف المستور وتدين الوضع الكارثي بالمستشفيات

في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه القطاع الصحي في المغرب، أصدر المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية بجهة سوس ماسة بياناً نارياً يكشف عن واقع “مأساوي” و”خطير” تعيشه المنظومة الصحية. البيان، الذي جاء كرد على ما وصفه بـ”الهجوم الإعلامي الممنهج” ضد الأطر الصحية، يوجه اتهامات مباشرة إلى السياسات الصحية المتعاقبة التي أدت إلى انهيار القطاع.

نص البيان:

بيان حقيقة/ فوق طاقتك لا تلام

إن المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية المنضوي للفيدرالية الديمقراطية للشغل، وهو يتابع بقلق شديد الهجوم الإعلامي الذي يتعرض له المرفق الصحي العمومي على المستوى الوطني بشكل عام، وعلى صعيد الجهة على وجه الخصوص. والذي يتسم بالأساس بتلخيص مجهودات الأطر الصحية واعتبارها المسؤولة عن ما يعيشه قطاع الصحة من تدهور وتردي جهوياً، لاسيما على مستوى المستشفى الجهوي الحسن الثاني رقم 2 بما تبذله من تضحيات جسام وتكران للذات والاشتغال في ظروف صعبة ومعقدة، وشح التعويضات وغياب التحفيزات.

إن هذا الوضع المتأزم الذي يعيشه اليوم المستشفى الجهوي الحسن الثاني وعموم المستشفيات الصحية بالجهة، ليس وليد اللحظة، بل نتيجة تراكمات واختلالات لم تعالج في مهدها والتي كان مكتبنا الجهوي دائماً سباقاً لإثارتها والتنبيه لها والمطالبة بتصحيحها، ومن أبرز تجليات ذلك: ضرورة الإسراع بفتح المستشفى الجامعي لتخفيف الضغط على المستشفى الجهوي لما من الناحية المالية، حيث يشتغل هذا الأخير بميزانية محدودة لا تتوافق مع حجم المسؤولية التدبيرية التي يتحملها. وبشرياً ولوجيستيكياً للجهة، يتجاوز تعداد سكانها 3 ملايين نسمة.

إلى جانب ما سبق، نسجل “انحدار وتراجع” مختلف مؤشرات النجاعة على مستوى المستشفى الجهوي، بالإضافة إلى تدبير إداري فاقد للبوصلة يتسم بالغموض والشرود وإدارة بدون مرجعية تجعل مصلحة العاملين فيه والمرتفقين آخر اهتماماتها. كل هذه المؤشرات تعبر بالملموس عن واقع مقلق يحتاج تدخلاً آنياً ومستعجلاً لتصحيحه، ووضع المرفق الصحي العمومي في سكته الصحيحة تماشياً مع الإصلاح العمومي الذي يشهده قطاع الصحة بالبلاد.

انسجاماً مع كل ماسبق، إننا في المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية العضو المؤسس للفيدرالية الديمقراطية للشغل:

نشيد بالأدوار الطلائعية التي تقوم بها الأطر الصحية المرابطة في مختلف المؤسسات الصحية في الجهة عموماً، وعلى مستوى المستشفى الجهوي الحسن الثاني على وجه الخصوص، عبر سهرها الدائم للارتقاء بمستوى العرض الصحي رغم صعوبة ظروف الاشتغال وقلة الإمكانيات.

نرفض تفعيل التأطير الصحيح ونزر فشل السياسات المتعاقبة على قطاع الصحة العمومي ويدعو المسؤولين عن القطاع جهوياً ووطنياً إلى التدخل لتصحيح المشاكل الحقيقية التي تعيقه، وتحقق نهضته.

يعلن استعداده كقوة اقتراحية لتقديم حلول من شأنها أن تساهم في تجاوز الوضعية الراهنة، وانخراطه في جميع المبادرات المواطنة والجادة التي تهدف للارتقاء بالعرض الصحي بالجهة بعيداً عن أية مزايدات سياسية أو خدمة لأجندات مجهولة.

في الأخير، يؤكد المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية العضو المؤسس للفيدرالية الديمقراطية للشغل التزامه الدائم بالدفاع عن الأطر الصحية، بما يصون حقوقها ويحفظ كرامتها، ويدعو عموم الأطر الصحية الفيدرالية في الجهة، إلى التجلي باليقظة والوعي بحساسية المرحلة الراهنة، ويؤكد على أهمية الالتفاف حول النقابة الوطنية للصحة العمومية، صوت الشغيلة الصحية.

 

 

الأخبار ذات الصلة

1 من 832

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *