في عملية نوعية تجسد اليقظة الأمنية والاحترافية العالية، تمكنت مصالح الأمن بآيت ملول اليوم الأربعاء 3 شتنبر 2025 من الإطاحة بشبكة إجرامية دولية متخصصة في قرصنة الحسابات البنكية واختلاس ملايين الدراهم عبر طرق احتيالية معقدة. هذه العملية لم تضع حداً لنشاط هذه الشبكة فحسب، بل كشفت أيضاً عن امتداداتها العابرة للحدود.
انطلقت شرارة التحقيقات بعد شكاية تقدم بها مواطن إلى وكيل الملك بابتدائية انزكان، مما دفع مصالح الأمن إلى فتح تحقيق دقيق كشف عن خيوط شبكة منظمة تتوزع بين إنزكان والدار البيضاء. بفضل العمل الميداني الدقيق والتنسيق الأمني المحكم بين الشرطة القضائية بآيت ملول، والفرقة الوطنية بالدار البيضاء، وبتعاون فعال مع مديرية مراقبة التراب الوطني، تم إيقاف 11 متهماً، بينهم ثلاث نساء.
وتشير التحقيقات إلى أن الشبكة، التي يقودها أجنبي صيني الجنسية بمساعدة ثلاثة مغاربة بينهم سيدة، كانت تستخدم أساليب متطورة للاحتيال. فقد كانت تفتح حسابات بنكية بأسماء مختلفة باستخدام وثائق مزورة، لتتلقى مبالغ مالية ضخمة محولة من مصادر مجهولة.
وخلال الاستماع للموقوفين، اعترف بعضهم بتلقي مبالغ يومية تتراوح بين 300 و 400 درهم مقابل تحويل الأموال، بينما كشف أحد المتورطين عن تفاصيل مثيرة، حيث رافق وسيط الشبكة إلى الدار البيضاء وسلمه مبلغ 15 مليون سنتيم في مقر شركة وهمية، قبل أن يعود بمقابل زهيد مقارنة بحجم المبالغ المحولة. هذه الاعترافات تؤكد الطابع الممنهج لعمليات الشبكة، التي كانت تستغل أشخاصاً مقابل مبالغ بسيطة لغسل الأموال.
أمن آيت ملول في مواجهة الجريمة المنظمة
تأتي هذه العملية لتؤكد على الكفاءة العالية والاحترافية التي تتمتع بها مصالح الأمن بآيت ملول، وقدرتها على التعامل مع الجرائم الإلكترونية العابرة للحدود. إن تفكيك هذه الشبكة التي تواجه تهمًا ثقيلة مثل “المس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات واختلاس مبالغ مالية من حسابات بنكية بطرق احتيالية”، يعد إنجازاً أمنياً بارزاً، ويُعتبر مؤشراً قوياً على فعالية الأجهزة الأمنية في مواجهة الأساليب الإجرامية المتطورة.
تؤكد هذه العملية على أن أمن آيت ملول يواصل تصديه الحازم لكل أشكال الجريمة، حمايةً لمصالح المواطنين وضماناً لأمنهم المالي، مما يعزز من الثقة في المؤسسة الأمنية وقدرتها على الحفاظ على النظام العام.
A.Bout