تنزيلًا للتوجيهات الملكية السامية: سيدي بيبي تبحث عن جيل جديد من التنمية وسط انتقادات للإقصاء

في تفاعل مباشر مع الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش المجيد، احتضنت قاعة دار الطالب بسيدي بيبي، أمس الثلاثاء 2 شتنبر 2025، لقاءً تنسيقياً هاماً ترأسه باشا باشوية سيدي بيبي، بحضور قائد تدارت، وممثلي المجلس الجماعي، إلى جانب فعاليات من المجتمع المدني والجمعيات المحلية.
اللقاء جاء في إطار دينامية إعداد جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية، وتماشياً مع النموذج التنموي الجديد الذي يركز على العدالة المجالية والإنصاف الاجتماعي، وكذا على تنزيل تعليمات عامل إقليم اشتوكة آيت باها، السيد محمد سالم الصبتي.

محاور اللقاء: بين التشخيص والطموح

النقاش انصب على أولويات كبرى تهم ساكنة سيدي بيبي، في مقدمتها دعم التشغيل عبر تثمين المؤهلات الاقتصادية المحلية وتشجيع الاستثمار، تعزيز الخدمات الاجتماعية الأساسية في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية، إلى جانب التدبير المستدام للموارد المائية ومشاريع التأهيل الترابي المندمجة التي تنسجم مع الاستراتيجيات الوطنية الكبرى.

مقترحات على الورق: من مستشفى للقرب إلى قاعة مغطاة

اللقاء أفرز سلسلة من التوصيات التي تترجم انتظارات الساكنة، أبرزها:

إحداث مستشفى للقرب بمواصفات تضاهي المستشفى الإقليمي ببيوكرى.

إنشاء مؤسسات تعليمية جديدة ومراكز للتكوين المهني بالنظر إلى الطابع الصناعي والفلاحي للمنطقة.

إحداث مركز للخدمات الاجتماعية ودار للعجزة، ومراكز خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة والمختلين عقلياً.

بناء قاعة مغطاة ومركب سوسيو-ثقافي يضم مسبحاً ومرافق شبابية وثقافية.

تهيئة الطرقات ذات الأولوية، خاصة الطريق نحو دوار احشاش، وربط المنطقة بمشاريع امتداد “أكادير الكبير”.

تهيئة الشواطئ الساحلية وتنظيم الموسم السنوي كسند ثقافي وتنموي محلي.

دعم المقاولات الناشئة والحاضنات، وبناء سوق نموذجي وسوق للسمك، إلى جانب إحداث منطقة لوجيستيكية فلاحية.

تعزيز المساحات الخضراء وتثمين المناطق الطبيعية من أجل تنمية السياحة الإيكولوجية.

انتقادات المجتمع المدني: “الإقصاء يهدد مصداقية اللقاء”

ورغم أهمية هذه المحاور، فإن اللقاء لم يخلُ من ملاحظات وانتقادات قوية من فعاليات المجتمع المدني، حيث سجل عدد من المتتبعين للشأن المحلي إقصاء جمعيات نشيطة، خاصة تلك التابعة للملحقة الإدارية الثانية. وأكدت مصادر جمعوية أن نواب رئيس الجماعة قاموا باستدعاء جمعيات محسوبة عليهم فقط، ما أثار موجة استياء ودعوات موجهة للسلطات الإقليمية بفتح تحقيق حول ظروف الانتقاء.

بين الطموح والواقع: هل يتحقق الجيل الجديد من التنمية؟

في ختام اللقاء، شدد باشا سيدي بيبي على أهمية المقاربة التشاركية، معبراً عن استعداد السلطات لاستقبال كل المقترحات البناءة التي تخدم مصلحة الساكنة. غير أن الانتقادات الموجهة لطرق إشراك المجتمع المدني قد تُلقي بظلالها على مصداقية المسار التنموي المنشود، ما يطرح سؤالاً جوهرياً: هل سيتحول هذا اللقاء إلى محطة تأسيسية فعلية لإطلاق جيل جديد من التنمية، أم سيظل مجرد وثيقة مليئة بالمقترحات دون تنزيل فعلي على أرض الواقع؟

الأخبار ذات الصلة

1 من 785

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *